الدمام – عيسى الخاطر:
عبَّر الدكتور عبد الله المغلوث عضو الجمعية السعودية للاقتصاد عن بالغ سعادته بذكرى اليوم الوطني الـ 87 وقال: تأتي الملحمة التاريخية التي قادها مؤسس هذه البلاد المباركة كأحد أبرز الإنجازات التاريخية التي شهدها العصر الحديث.
هذه الملحمة التاريخية التي كتب لها النجاح منذ الوهلة الأولى كانت ترتكز على وضوح الرؤية، وصدق النية، وقوة العزيمة، فاستطاع المؤسس - يرحمه الله - ومعه رجال حملوا أرواحهم على أسنة سيوفهم إيمانا برؤيته لإنجاز أكبر مشروع توحيدي حديث على أرض الجزيرة العربية.
وقال المغلوث لعلي أعرج باختصار على أبرز ملامح الإنجاز التي قام بها المؤسس - رحمه الله - وهي بناء هذه الوحدة السياسية والحفاظ عليها، وقد سعى إلى تطويرها وإصلاحها في المجالات كافة. حتى استطاع بفضل الله - عز وجل - أن يضع الأساس لنظام إسلامي شديد الثبات والاستقرار، مع التركيز على المسؤوليات وتحديد الصلاحيات فتكونت الوزارات وظهرت المؤسسات وقامت الإدارات لمواجهة التطور، وأدخلت المخترعات الحديثة لأول مرة في شبه الجزيرة العربية، فحلت تدريجيا محل الوسائل التقليدية، وأقام - رحمه الله - القضاء على أساس من تحكيم الشريعة الإسلامية في كل الأمور، فأنشأ المحاكم على اختلاف أنواعها ودرجاتها، وأصدر الأنظمة التي تدعم هذه المحاكم وتبين وظائفها، وتحدد اختصاصاتها وسلطاتها.
كما حقق الملك عبد العزيز إنجازات كبيرة في مجال إقرار الأمن والمحافظة على النظام في الدولة لتوفير الراحة والاطمئنان للمواطنين والوافدين، فضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بالأمن أو الإخلال بالنظام حتى أصبحت هذه البلاد مضرب الأمثال في جميع الأوساط الدولية على استتاب الآمن والاستقرار.
وأضاف المغلوث أن مسيرة البناء والتنمية وعلى مدى خطط التنمية الخمسية، حققت السعودية قفزات تنموية سريعة ونهضة حضارية شاملة، نقلتها من مرحلة الاقتصاد البدائي والبسيط (قبل اكتشاف النفط) إلى مرحلة البناء والإنماء السريع والتي تم خلالها تنفيذ العديد من مشاريع البنية التحتية والفوقية، والتي اشتملت على شبكة طرق وموانئ ومطارات ومرافق عامه وخدمات أخرى تعليمية من معاهد وكليات وجامعات متطورة، ساعدت المملكة على بناء قاعدة اقتصادية قوية، أسهمت بفعالية في تنويع مصادر الدخل القومي، وتخفيف الاعتماد على النفط بقدر الإمكان كمصدر رئيس للإيرادات العامة للدولة.
واستطرد المغلوث قائلاً: ها هي مسيرة البناء والرخاء للدولة تتواصل في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - أيده الله - وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز - حفظهم الله - على نفس الخطى والمنهاج ونحن نرى رؤية التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة 2030 تتصدر اهتمامات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لجعلها على الواقع وهنا نرى زيارته الرسمية لدول العالم للمشاركة في تنفيذ هذه الرؤية من شراكة في مشاريع واستثمارات ونقل تقنية وطاقة وغيرها مما يسهم في دعم وتنويع مصادر الدخل خلاف النفط مثل مشروع (القدية) الذي سوف يعيد مئات المليارات إلى عجلة الاقتصاد ويوطن الاستثمارات السياحية ويعكس الثقة الكبيرة في المناخ الاستثماري في المملكة ومشروع البحر الأحمر والذي يعتبر مشروعا سياحيا عالميا في السعودية، حيث إن تلك المشاريع تسهم وتحقق رؤية 2030 وهي من أهم القطاعات الاقتصادية والجاذبة.
وأشار إلى أن هذه الإسهامات سوف تعزز استقرار المملكة ليس فقط سياسياً وإنما اقتصادياً وتنموياًَ يفخر بها أبناء الوطن والمقيمون على ترابها وهنا نقف صفاً مع الجيش وملحمة في الدفاع عن أرض الوطن والحفاظ على حدوده وخصوصاً الحد الجنوبي والشمالي ضد الطامعين والحاقدين.
وقال إن إحدى أهم الركائز الأساسية للحكم في المملكة العربية السعودية وإحدى أهم المميزات التي جعلت المملكة تتفرد عن غيرها في مجال الحكم والإدارة، ولا سيما أنه نظام نابع من عقيدة الإسلام السمحة، وهذا النظام ضمن - بفضل الله - أن تسير هذه الدولة المباركة بخطى ثابتة يعيش فيها الجميع بأمن وأمان، ويتحقق لكل مواطن ومقيم العدل في أزهى صورة.