«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
لا يختلف اثنان على أن الإعلام الجديد وبالتحديد وسائل التواصل الاجتماعي باتت وفي مختلف دول العالم وفي هذا العصر المتطور هي وسائل تعكس نبض الشارع في كل مكان وزمان. وبالأمس القريب ضجت هذه الوسائل في بلادنا، ولا ننسى أيضًا مواقع صحفنا المحلية الكبرى فكان لها دورها في انتشار الخبر المفرح للوطن الذي جاء حاملا «البشرى» للمرأة في بلادنا حيث كرمتها القيادة الحكيمة ومن خلال «مرسوم كريم وحكيم» بالسماح لها بقيادة المركبات، وكان المرسوم الكريم الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين قد تضمن الإشارة إلى (ما يترتب من سلبيات من عدم السماح للمرأة بقيادة المركبة والإيجابيات المتوخاة من السماح لها بذلك مع مراعاة تطبيق الضوابط الشرعية اللازمة والتقيد بها، كما أكد المرسوم على ما رآه أغلبية أعضاء هيئة كبار العلماء بشأن قيادة المرأة للمركبة من أن الحكم الشرعي في ذلك هو من حيث الأصل الإباحة) وتضمن المرسوم الذي أسعد وأفرح الملايين من المواطنين والمقيمين في وطن الخير والعطاء أن البدء في تنفيذ هذا القرار يكون اعتبارًا من 10-10-1439هـ ووفق الضوابط الشرعية والنظامية المعتمدة، وإكمال ما يلزم بموجبه، والمتابع لما تضمنته مواقع التواصل الاجتماعي من إشادة وهاشتاقات وتأييد ودعاء للقيادة الكريمة الذي جاء قرارها «الحكيم» لينثر الفرح والسعادة والبهجة في كل بيت، ووصل تأثير خبر المرسوم إلى ذروته عند ما انهالت التهاني والتبريكات بين المواطنين وبين بعضهم بل هناك من راح يبارك للمرأة السعودية بهذا القرار الذي جاء مشرقًا وبهيجًا مع «إطلالة» عام خير جديد ومواكبا لفرحة الوطن باحتفالات الوطن بيومه الوطني المجيد، وكل بيت في المملكة عاش الفرحة وما زال يواصل فرحه ويهنئ أفراد أسرته بهذا القرار وما سوف يترتب عليه من خير للأسرة خصوصًا ذات الدخل المحدود التي لا تستطيع توفير سائق لأفرادها، نظرًا لارتفاع مرتبات السائقين في السنوات الأخيرة ومتاعب وتكاليف وجوده في محيط الأسرة من إعاشة وسكن حيث يكلفها سنويًا في حدود الـ30 ألف ريال وأكثر، ونتيجة للقرار فسوف توفر الأسرة على ميزانيتها المحدودة هذا المبلغ الذي بإمكانها الاستفادة منه في دفع إيجار سكنها في حال عدم وجود سكن ملك لها، ومن إيجابيات القرار أنه سوف يتيح للمرأة العاملة التي تمارس عملها في مجالات إنسانية وهامة تحتاج إلى ترددها عليها خلال ساعات اليوم كالطبيبات والاستشاريات والمخصصات في العلوم الطبية والبحثية التي يتم استدعائها لأمر هام، من هنا وعندما تملك هذه الطبيبة أو غيرها من العاملات أمرها وتحركها بنفسها فهذا يعني المزيد من المرونة والحركة وسهولة تنقلها من بيتها لعملها وبالعكس دون الخضوع لوقت «السائق» الذي قد يكون وقت حاجتها إليه مشغولاً بمهام وتوصيلات أخرى لأفراد أسرتها. ومن هنا تضاعف أعداد السائقين لدى بعض الأسر الكبيرة بشكل لافت ومثير للتأفف والضيق ولكن لا بد مما ليس منه بد ويأتي هذا القرار ليساهم في رفد الحرية للمرأة المواطنة والمقيمة وليتيح لها أيضًا مجالاً أرحب في الحركة والنشاط في غياب عدم قدرتها لاستخدام السيارة ومن خلال الضوابط الشرعية والنظامية. مما يجعل الحياة للمرأة في بلادنا يسيرة وغير عسيرة، ومن هنا يكاد الوطن يسمع لسان حال المرأة المواطنة والمقيمة وهو يردد شكرًا ياقيادتنا الحكيمة، شكراً لخادم الحرمين الشريفين ولولي عهده الأمين، على المرسوم الكريم والحكيم..