ماجدة السويِّح
في فلسطين التي ترزح تحت الاحتلال الإسرائيلي والانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس، والمشاكل الداخلية الأخرى التي يعاني منها الإنسان الفلسطيني، لم يجد خطيب جمعة مسيس سوى السعودية ليصب جام غضبه عليها، دفاعاً عن مأساة الروهينجا التي تعاني كما يزعم من قلة الدعم والاهتمام بها من قِبل السعودية، بينما تسارع للتبرع لضحايا إعصار تكساس وفلوريدا حسب زعمه.
الخطيب المنفعل فوق العادة كان يخطب في صلاة الجمعة زوراً وبهتاناً، لا يحركه شيء سوى هوى النفس، ومتلازمة الحقد الدفين لكل ما تقوم به السعودية.
الزهايمر الاختياري، ونسيان المعونات، والتبرعات ومشاريع إعادة الإعمار، التي ساهمت وتساهم بها السعودية، دعماً للمسلمين وقضاياهم، وللإنسان وقضاياه في جميع أصقاع الأرض، ما هو إلا حالة رفض وإنكار تبعاً للحقد الذي يحركه، ويقتات منه لخلق الشعبية الموهومة من خلال الكذب، وإثارة حقد وتحامل الحضور على الجهود والمبادرات السعودية. وفي منبر آخر تم استغلاله من أصحاب الفكر التكفيري في تعاطيه مع الأزمة الخليجية مع قطر، أبى المحاضر في كلية العلوم الشرعية بسلطنة عمان إلاّ أن ينحو عن الهدف الذي أقيمت من أجله المحاضرة، واستغلال المنبر الجامعي سياسياً، لتكفير وتحريض الحضور على السعودية والدول المقاطعة لقطر، لكن الخارجية العمانية كانت بالمرصاد لمن أساء وهاجم السعودية وشقيقاتها، دعماً للقرضاوي ولجماعة الإخوان، فالطرد والإبعاد من البلاد كان الرد المناسب للداعية سليمان الندوي.
الداعية الهندي المطرود يمم وجهه تجاه قطر، التي احتضنته كعادتها في احتضان التكفيريين، والإرهابيين ومن يبث سمومه لإشعال الفتن، حيث نشرت صور استقبال القرضاوي له بمكتبه.
قطر التي دأبت على استقبال الخارجين والمثيرين للفتن ومحاربة جاراتها غدراً، أصبحت تُمارس طعناتها علناً، وبوضح النهار غير عابئة سوى بمصالحها، وتنفيذ أجندتها السياسية عبر ذراعها الإعلامي الجزيرة، وتسخير جهودها وبرامجها للشأن السعودي والخليجي والمصري، لإثارة الرأي العام، وتحقيق ما تصبو إليه من ثورات تضاف لرصيد أعمالها الشيطانية في زعزعة أمن البلاد، وجرهم لمستنقع الفرقة والتشتت.
الواقع أنّ المنابر المعادية في الدول الأخرى من السهل اكتشافها وملاحظتها، والتعامل معها، لكن الأخطر المنابر الداخلية خصوصاً بالجامعات السعودية التي قد تضم بين أعضائها فكر وتأييد الجماعات الحزبية المنحرفة لجماعة الإخوان المسلمين، وقد أحسنت جامعة الإمام صنعاً في متابعة المتعاقدين من السعوديين وغير السعوديين المتأثرين بفكر تنظيم الإخوان وتنظيم داعش الإرهابي، وعدم التجديد لهم مستقبلاً، حماية لعقول وفكر النشء من طلاب وطالبات ومنسوبي الجامعة.
المبادرة تستحق أن تحتذى من قِبل بقية الجامعات والصروح التعليمية، حفاظاَ وحماية من السموم الفكرية التي تفتك بالأوطان.