د. عبدالرحمن الشلاش
الخطأ في منهج تعليمي لا يغتفر فما بالك إذا كان هذا الخطأ الفادح يمس مسيرة زعيم تاريخي من زعماء هذا الوطن الكبير. في مقرر الدراسات الاجتماعية والوطنية لطلاب المستوى الأول الثانوي وفي صورة لجلالة الملك فيصل يرحمه الله وهو يوقع على ميثاق هيئة الأمم المتحدة ظهرت بجانبه شخصية كائن فضائي خيالي يدعى يودا أحد أبرز الأبطال في سلسلة أفلام حرب النجوم.
حتى هذه اللحظة لم أستوعب كيف حدث هذا الخطأ الفادح ومن جهاز ضخم ممثل في وزارة التعليم؟ كيف نقلت الصورة من المصادر ثم وضعت في المقرر ثم مرت على مجيز المحتوى ولجنة مناهج الدراسات الاجتماعية والوطنية ثم دفع به إلى المطابع؟
هل كل هؤلاء كانوا غافلين أو نائمين وبالتالي يمكن أن ينسب الخطأ إلى الإهمال أو التقصير أو الغفلة أو النوم في العسل أو الخطأ غير المقصود؟ غفلة أو نوم أ إهمال أو تقصير أو نوم أو خطأ غير مقصود أي كان السبب فسيكلف خزينة الدولة الملايين بإعادة طباعة الكتاب وهذا يعني أن أي أخطاء مستقبلا ستكلف الدولة مزيدا من الملايين وهو ما يدخل في بند الهدر خاصة في ظل غياب المدققين والمراجعين أو الاتكالية فكل يرمي على الآخر في ظل غياب المحاسبة مما يولد التبلد وعدم تحمل المسؤولية .
هذا إن كان ما حدث قد جاء مبررا بأحد الأسباب التي ذكرت فأعتقد أن الإصلاح ليس بالأمر الصعب متى ما وجدت المراقبة والمحاسبة والتدقيق بعيون مفتوحة بأقصى أتساع لها . المشكلة إن كان الخطأ مقصودا فهذا يعني أن جهاز الوزارة بات مخترقا من عناصر لا وطنية ذات توجهات مشبوهة تريد أن تلوث مناهجنا بدس السم في العسل وهذا يستدعي من أخي الكريم الدكتور راشد الغياض والذي تم تكليفه وكيلا للمناهج بأن يتأكد بنفسه من اللجان المختلفة وتشكيلاتها وفي حال ثبوت تواجد عينات مشبوهة فيجب المبادرة بإبعادهم ودون تردد كي لا تستغل مناهجنا كمنفذ لتلويث عقول طلابنا حيث يعتبر هؤلاء المشبوهون المناهج وسيلة فعالة لا يمكن التنازل عنها مهما كلف الثمن ورغم أنه قد تم التخلص من بعضهم إلا أن هناك بقايا كامنة في اللجان وحان الوقت بعد ظهور أكثر من خطأ أرجعت لأسباب غير مقنعة إعادة تشكيل اللجان من عناصر ذات موثوقية عالية . على وزارة التعليم اليقظة التامة فأبناؤنا أمانة في أعناقهم.