في البداية يسعدني أن أتقدم بالتهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وللأسرة المالكة الكريمة وللشعب السعودي الأصيل بمناسبة الْيَوْمَ الوطني 87 للمملكة أصالة عن نفسه وعن كافة منسوبي الهيئة.
إن من منهاج أهل السنة والجماعة شكر النعم دقها وجلها ظاهرها وباطنها بما حوته من اجتلاب المصالح والنعم ودرء المفاسد والنقم.. وللمسلم في تعاقب الليل والنهار ذكرى وفي قصص السابقين عبرة.. وهذه المناسبة العزيزة تذكرنا بالعديد من النعم والآلاء التي كانت بفضل الله تعالى سبباً في اجتماع الكلمة وتآلف القلوب وتقارب القبائل وتوحد أهل الحواضر والبوادي والسهول والنجود والسراة وتهاماتها والشعاب والأودية على طول البلاد وعرضها التي ما كانت لتجتمع لولا التوفيق من الله تعالى لإخلاص النية وسلامة القصد في إعزاز دين الله والدعوة إلى توحيده ونصرة كتابه وسنة نبيه صلى الله علي وسلم.. بل وكانت هذه المناسبة سبباً للتذكير بعظيم الواجب وشرفه وعلو القدر ومرفوع الهمة لخدمة الحرمين الشريفين اقتداء بإمام الموحدين إبراهيم عليه السلام حين أمره الباري {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}، والتسهيل والعون لضيوف الرحمن لتأدية هذا الركن العظيم سيراً على نهجه عليه السلام {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ}.
إننا حين تمر بِنَا ذكرى مناسبة اليوم الوطني لنتذكر عظيم تلك النعم والآلاء بكريم قدر الله تعالى حين أذن لهذه البلاد بالاجتماع بعد الفرقة, والتوحد بعد الشقاق على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -تغمده الله بواسع رحماته- فنعمت البلاد بما أنعم الله به عليها من واسع فضله وكريم إحسانه حين تفجرت الآبار في صحرائها فكان وأن نعم أهلها بالرخاء والازدهار..
لقد عمل الملك المؤسس -رحمه الله وطيب ثراه- على توحيد الكلمة ورأب الصدع وأبان -رحمه الله- عن منهجه في الوحدة والاعتصام بقوله: «أنا مسلم وأحب جمع الكلمة وتوحيد الصف, وليس هناك ما هو أحب إليَّ من تحقيق الوحدة»، ثم أردف أقواله بالأفعال ونِعِمَّا هي».
إن ما ننعم به اليوم من أمن وأمان لهو من فضل الله تعالى أولاً، ثم ما مَن الله تعالى به على هذه البلاد من ولاة أمر ينهجون النهج الإسلامي القويم من جمع الكلمة والاعتصام بالكتاب والسنة انطلاقاً من قوله تعالى: (وَاعْتصِمُوا بِحَبْلِ الله جَميِعاً وَلا تَفَرَّقُوا)، فساروا جميعاً والحمد لله منذ عهد المؤسس على النهج القويم في وسطية واعتدال وأخذ بأسباب القوة والمنعة والحضارة والمدنية والتنمية والرخاء..
إن هذه الذكرى العزيزة لتؤكد على ضرورة تعزيز معاني الوطنية والولاء والانتماء وهو درس للأجيال والناشئة أن يسيروا على نهج أسلافهم في التوحيد والوحدة والأصالة والمعاصرة باستثمار وسائل العصر وتقنياته في تعزيزها بعيداً عن المسالك والمناهج واللوثات المخالفة لمنهاج السلف الصالح مع صدق انتمائهم الفكري وولائهم الوطني».
أن الهيئة تطورت في عمرها القصير بفضل الله ثم بما تجده من دعم ومساندة كريمة من خادم الحرمين وسمو ولي عهده الأمين لتكون في القريب العاجل إن شاء الله أنموذجاً في جودة الأداء باحترافية ومهنية وشفافية عبر برامج إدارية ووسائل تقنية متجددة واستثماراً امثل طموح.
وأسال الله أن يحفظ لبلادنا دينها وولاة أمرها واستقرارها وأمنها وأن يقيها شر نوائب الدهر وطوارق الليل والنهار في عزة ورفعة ومكانة عالية بعلو كلمة التوحيد فيها شعيرة وشعاراً.
** **
الشيخ/ عبدالعزيز بن محمد المهنا - رئيس الهيئة العامة للولاية على أموال القاصرين ومن في حكمهم