فهد بن جليد
أنظارنا جميعاً تتجه نحو المولات المُغلقة في منطقة القصيم، وتجربة التوطين التي انطلقت مع بداية العام الهجري الجديد، نجاح هذه التجربة يعني لنا أملا كبيرا في أن يتم تعميمها على بقية المولات المُغلقة في مناطق المملكة, الخطوة يدعمها ويقف خلفها الأمير المحبوب الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير القصيم، الذي شكَّلت زيارته وكلماته الرائعة في الأسبوع الماضي للشباب والفتيات الذين بدأوا العمل في هذه المولات خير دافع، وحافز لهم، فإذا كان الحاكم الإداري للمنطقة، هو من يقف بنفسه وبشكل شخصي على الأمر، فبشر شبابها بالخير.
الدكتور فيصل بن مشعل قدَّم -بشجاعة الأب والمسؤول- ما يُشبه (خارطة الطريق) لإنجاح المشروع، عندما راهن على شراكة الشباب والفتيات أنفسهم في التنفيذ، بمطالبتهم بالجدية والمُثابرة لإثبات عكس النظرية التي تروَّج عن الشاب والفتاة السعوديين، خصوصاً أنَّ هناك ثماني جهات تقف خلف هذه الخطوة، في مقدمتها -وزارتا- العمل والتنمية الاجتماعية، والتجارة والاستثمار، إضافة إلى ست جهات محلية مُساندة مثل إمارة المنطقة والأمانة، بهدف توفير فُرص العمل للسعوديين والسعوديات في المولات المُغلقة، إضافة إلى دعم مسار الاستثمار بطرح الحلول التمويلية الميسرة والمناسبة ليفتتح الشباب مشاريعهم وأنشطتهم الخاصة في هذه المُجمعات.
كثيرة هي التحديات والصعوبات التي قد تواجه أبناءنا وبناتنا حتى نستطيع القول انَّ مولاتنا المُغلقة خالية من الوافدين، وتعتمد على الكوادر الوطنية بنسبة 100%، كان لابد أن تكون البداية من القصيم هذه المنطقة الولاَّدة التي يحق لمسؤولي التوطين الفخر بأبنائها وقدرتهم على كسب التحدي، ليُشكِّلوا النواة واللبنة الأولى لتوطين بقية مولات المملكة - وبرأيي - أننا ننتظر تفاعلاً إيجابياً من جهتين هما (رجال الأعمال) بفهم مُتطلبات وواجبات المرحلة الوطنية التي تقع على عاتقهم لدعم الشباب، و(المتسوقين) بالتفاعل الإيجابي وتقبل الحضور الجميل لأبنائنا وبناتنا في هذه المولات بتشجيعهم والصبر على تدرجهم في فهم المُتطلبات والاحتياجات والسرعة في التنفيذ بذات قدرة الوافد سابقاً.
لا يمكن أن -أختم- دون العودة إلى ملمح إنساني جميل نوّه اليه سمو الأمير، عندما قال انَّ الوافدين إخوان عرب وأحبة نحبهم، ولكن المواطن السعودي هو الأحق بالعمل، وهنا تتمثل الأخلاق السعودية الرفيعة في احترام الوافدين، وإنزالهم المنزلة الأخوية اللائقة بهم كشركاء في التنمية، مع الاعتداد والاعتزاز بأحقية ابن الوطن -الأصيلة- بالعمل في بلاده.
وعلى دروب الخير نلتقي.