د. محمد عبدالعزيز الصالح
نعيش هذه الأيام فرحة مرور سبعة وثمانين عاماً على قيام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه برفع راية لا إله إلا الله, مهللاً ومعلناً توحيد المملكة, وأن المُلك في أرض الجزيرة لن يكون إلا لله سبحانه وتعالى ثم لعبدالعزيز بن عبدالرحمن.
إن من ينظر إلى ما تحقق على أرض الوطن من منجزات حضارية وتنموية خلال العقود الثمانية الماضية وفي مختلف مناطق المملكة, يصعب عليه تصديق ذلك, خاصة وأن أرض الجزيرة في ذلك الوقت كانت تفتقر لكافة المقومات الأساسية التي تحتاجها عملية بناء التنمية, ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى وبما أنعمه على وطننا من خيرات اقتصادية وقيادة سعودية، عملت وما زالت تعمل من أجل أن ينعم شعبها بالحياة الهانئة, لذا نجد أن المملكة أصبحت تنافس وتتفوق على الكثير من الدول التي سبقتها بمئات السنين.
اليوم نشهد مرور سبع وثمانين سنة على تأسيس المملكة، واليوم نعيش الفكر الاقتصادي المتحرر من البيروقراطية والذي يقوده محمد بن سلمان، هذا الفكر الذي يعتمد على تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على سلعة واحدة فقط هي النفط, نعم اليوم نعيش مرحلة فكر محمد بن سلمان الاقتصادي الذي يقوم على تأسيس صندوق سيادي ضخم بقيمة تريليوني دولار, وقد رسم سموه بأن كل إيرادات هذه الصندوق تصب في ميزانية الدولة، كما تقوم رؤية محمد بن سلمان على تحويل جزء كبير من إيرادات الدولة إلى استثمارات منتجة ومتنوعة في مختلف أسواق العالم, وهو ما يمثل رافداً مهماً للموازنة المالية في حال انخفضت أسعار النفط, وما من شك أن ذلك يعكس العقلية الاقتصادية الفذة لسموه والمحررة من الفكر البيروقراطي والذي طالما أجهض في الماضي الكثير من التوجهات التنموية في الدولة.
الفكر الاقتصادي لمحمد بن سلمان المتحرر من البيروقراطية يدرك المخاطر الجمة التي تحيط بنا في حال عدم قدرتنا على توفير السيولة اللازمة للصرف على مشاريع التنمية والبنى التحتية في كافة مناطق المملكة طالما أن بناء خططنا الاقتصادية قد تم بناء على أسعار النفط فقط، والتي تشهد الكثير من التقلبات الحادة.
لقد جاء فكر محمد بن سلمان الاقتصادي ليؤكد لنا بأن سموه يفكر خارج الصندوق البيروقراطي, وما يؤكد ذلك توجهات سموه الاستثمارية التي ستدعم صناعتنا الوطنية كما ستعزز أرقام صادراتنا الى العالم الخارجي, وهو ما سينعكس على ناتجنا المحلي وعلى إيرادات ميزانياتنا العامة.
في هذه المناسبة الوطنية الغالية علينا جميعاً, لا نملك سوى أن نبتهل إلى المولى عزَّ وجل بأن يديم الامن والامان والرخاء على وطننا الغالي، وان يرحم عبدالعزيز بن عبدالرحمن ويتغمده بواسع رحمته، كما أشد في هذه المناسبة الغالية على يد كل مواطن بأن يتخذ من التجارب التي مر بها موحد هذه الجزيرة عبرة له, كما ادعو في هذه المناسبة الوطنية ان نجدد الطاعة والولاء لولاة أمرنا حفظهم الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الامير محمد بن سلمان, كما نغتنم هذه المناسبة الوطنية لنؤكد ثقتنا بالفكر الاقتصادي الذي يحمله محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، والمترسخ في رؤية الدولة 2030 وبرامج التحول الوطني 2020 ونحن على يقين بأن التطبيق الأمثل لتلك الرؤية وما تحمله من مضامين اقتصادية كفيلة بإذن الله أن تجعل المملكة في مصاف الدول المتقدمة في مختلف المجالات.
نعم كلنا ثقة في فكر محمد بن سلمان الاقتصادي، وبقدرته على بناء جسور استثمارية تصب في بناء مصادر جديدة للطاقة بدلاً من الاعتماد على النفط, وكلنا ثقة في فكر محمد بن سلمان الرامي إلى بناء قاعدة صناعية بأيدٍ سعودية لتكون رافداً لناتجنا المحلي لتكون الملاذ الآمن للأجيال القادمة.