«الجزيرة» - واس:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز المستشار بالديوان الملكي أن ذكرى اليوم الوطني الـ87 للمملكة مناسبة ليفخر ويعتز بها كل مواطن ومواطنة بوطنهم، الذي يسابق الزمن قياسًا بإنجازاته ومكتسباته وحضوره السياسي والاقتصادي على المستويَين الإقليمي والدولي.
وقال سموه في كلمة بهذه المناسبة: يحق لأي مواطن أن يفتخر بوطنه، وخصوصًا في ذكرى «اليوم الوطني»، التي تمثل ذكرى ميلاد وطن، ننتمي إليه، ونحمل في قلوبنا وذاكرتنا له الكثير من قصص المجد التي تجعلنا فخورين أكثر من غيرنا، وهو الوطن المتميز عن غيره من الأوطان في كثير من الجوانب التاريخية والجغرافية والاقتصادية والسياسية وغيرها من الجوانب؛ ففي الجانب «التاريخي» تمثل بلادنا مهد الكثير من الحضارات والرسالات السماوية التي تشهد عليها مدائن صالح ومقام إبراهيم وحجر إسماعيل ومسجد الرسول الكريم محمد - صلوات الله وسلامه عليه -؛ فهذه الأرض الطيبة تمثل منارة تاريخ يشهد له الجميع.
وأضاف سموه: وعن موقع المملكة «الجغرافي» فبلادنا تحتل واحدًا من أفضل المواقع على خارطة الكرة الأرضية؛ لأنها تربط أهم ثلاث قارات في العالم (آسيا وأوروبا وإفريقيا)، مع إطلالتها الممتدة على المعابر والمضائق المائية التي تتحكم في تجارة العالم من خلال النقل البحري؛ ولذلك يمكن القول إن هذا الموقع الاستراتيجي يمنح المملكة أفضلية على جميع بلدان العالم التي لا يمكن لها الاستغناء عن مد جسور التواصل مع بلد يقع في قلب العالم، ويربط أهم أجزائه. وعلى الصعيد الاقتصادي قال سموه إن المملكة تنعم بالاستقرار والنماء المستمر؛ لأنها تمتلك - بفضل الله - ربع احتياط العالم من أهم مصادر الطاقة (النفط)، أو كما نحب أن نسميه «الذهب الأسود». ورغم ذلك يتميز الاقتصاد السعودي بتنوع مصادر الدخل بشكل يضمن عدم الاعتماد الكامل على النفط، وهذا ما جاء في (رؤية المملكة 2030) التي ستجعل الاقتصاد السعودي متنوعًا ومنتجًا وغير محكوم بتقلبات أسعار النفط، ويجعلنا نشعر بتفاؤل كبير بوطننا الذي يسابق الزمن. ولعل أقرب الأمثلة على أن المملكة دولة ذات تاريخ مجيد ومستقبل واعد وحاضر مزهر وقوة سياسية واقتصادية هو أنها أصبحت عضوًا فاعلاً في «قمة العشرين»، وتحرص كل دول العالم العظمى على كسب علاقة متوازنة مع المملكة؛ باعتبارها قائدة العالم الإسلامي روحيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا.
وتابع سمو الأمير تركي بن محمد يقول: كما أن المملكة تضرب مثلاً لكل دول العالم بقدرتها الأمنية في محاربة الإرهاب فكريًّا وعسكريًّا، والتاريخ يشهد بذلك، إضافة إلى استضافة ملايين الحجاج والمعتمرين سنويًّا بتنظيم وقدرات عالية، لا ينكرها عاقل؛ فبلادي تتبوأ مكان الصدارة والقيادة في التجمعات الخليجية والعربية والإسلامية، ولها وزنها الكبير في السياسة الدولية ومساعي السلام العالمية. والمواقف السياسية المشرفة للمملكة العربية السعودية تعود لتاريخ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز - طيب الله ثراه -، ومن بعده أبناؤه الملوك (سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله - رحمهم الله -)، وحاليًا مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بحكمته وقوته ونظرته الثاقبة للواقع السياسي والإنساني في عالم اليوم؛ إذ تحتفظ المكتبة السياسية بمجلدات مكتوبة بماء الذهب عن دور ملوك هذا البلد الأمين في دعم القضايا الخليجية والعربية والإسلامية، ومساعي السلام العالمي في كل بقاع الأرض؛ ولذلك كان من الطبيعي أن تأخذ الدول العظمى بعين الاعتبار الموقف السعودي من كل قضية، وتبحث عن شراكة سياسية معها عند اتخاذ أي قرار يؤثر في العالم. ولعل خير شاهد على ذلك أن الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» اختار المملكة العربية السعودية لتكون محطته الأولى خارج الولايات المتحدة الأمريكية بعد توليه الرئاسة، وقد استطاعت قيادتنا الرشيدة أن تجمع له اثنين وخمسين قائدًا من الدول الإسلامية المؤثرة في القرار الدولي، وهذا مؤشر ريادي، يفخر به كل مواطن سعودي.
ونوه سمو المستشار بالديوان الملكي بدور شباب الوطن وفتياته في الحفاظ على مكتسبات الوطن والتقدم به لصدارة الدول، يقودهم ملهم الشباب ورجل التحديث والنهضة ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، صاحب النظرة المستقبلية الذي عزز التفاؤل لدى جيل الشباب، وأطلق قدراتهم لآفاق التقدم بطريقة متوازنة، تجمع بين التمسك بأصول ديننا الإسلامي الحنيف، والأخذ بزمام العلم الحديث، تحت ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-.