«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
مع كل يوم وطني يحتفل به الوطن. يؤكد الوطن ومواطنوه وشعبيته التي تراهن لا على حسابات تقليدية بل على ملايين المواطنين وشعبيتهم العظيمة التي اتسمت برصيد كبير «للوحدة الوطنية» اللا محدودة، وفعلا كان قرار توحيد المملكة من خلال وعي القيادة وموقف المواطنين في كل منطقة وإقليم ومدينة وبلدة وقرية وحتى مركز أو هجرة في الصحراء إنما هو امتحان كبير نجح فيه الوطن منحازا ومقدما في ذات الوقت «الثقة» الوطنية الشاملة تلك الثقة التي برزت في تطبيق سياسة التعاون والمشاركة في تقديم الطاعة والولاء وتحمل متاعب الحياة في بدايات سنوات التوحيد والتكوين. فتحمل المواطنون الكثير من أجل وحدتهم ونجاح قيادتهم في العمل على بناء الوطن. وتعزيز وحدته، فاتجهت الأنظار دائماً إلى القيادة حيث تلتقي عيون المواطنين نحو الملك المؤسس -طيب الله ثراه- وبعد ذلك نحو أبنائه من الملوك رحمهم الله.. وصولاً لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان. ويمكن القول بعد ذلك إن تجربة الوحدة الوطنية تجربة فريدة من نوعها في العالم، فرغم المساحة الشاسعة التي تحتلها المملكة تشكل هذه الوحدة «حالة جديدة ودائمة» ولله الحمد كل يوم يعزز الوطن والمواطنون من وحدتهم مع إشراقة كل صباح، ولتقوي من التصاق المواطنين بهذا الوطن وقيادته المتطورة والتي حققت على مدى العقود الماضية الكثير الكثير من الإنجازات في مختلف المجالات. عكس ما حدث في دول أخرى. وهذا لا شك وليد سياسة حكيمة منذ مراحل التأسيس والوحدة، وفي إطار من التخطيط السليم لتحقيق التلاحم بين قيادة الوطن والمواطنين بصورة متنامية يوما بعد يوم. وهكذا تحقق (المعنى والمضمون) في وحدة الوطن. وباتت المملكة تفعل ما تقول. وتسعى دائماً للأفضل لأبناء شعبها الأبي. المحب والمخلص. فسارت قيادة الوطن طوال العقود الماضية تحث الخطى نحو المستقبل الباسم والسعي الحثيث إلى أن ينعم المواطن في كل مكان بالأمن والاستقرار والطمأنينة.
واليوم والوطن كل الوطن يحتفل بيومه الوطني المجيد فهو يشكل لدى الملايين من أبناء الوطن الأوفياء والمخلصين عيداً من نوع خاص لوطن بناه الأجداد لبنة لبنة. وبات يومه يوم العنفوان والسمو والشموخ. ويوم الوحدة واللحمة الوطنية التي تواصينا باتباعها عاما بعد عام، والحث عليها عبر مختلف الوسائل الإعلامية والاجتماعية المتاحة. فبات وطننا بعد عقود من التنمية والازدهار ومعارك العمل والبناء في كل مكان التي خضنا جميعا غمارها فشهد لنا القاصي والداني إنجازاتنا ومعالم حضارية باتت تشاهد للعيان ويشار لها بالبنان. وصروح إسلامية في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة التي أبهرت ضيوف الرحمن وكل من شاهدها عبر وسائل الإعلام المرئية والمقروءة. يومك يا وطني يوم السيادة التي انتزعناها وحققناها بقوة الحق وبصلابة الكفاح والالتزام وبرسوخ جذورنا في أرضنا الطيبة والمقدسة. والتي لم تبخل عليها قيادتنا ولم يبخل وطننا أيضاً علينا بنمائه وخيره. وبادله المواطنون عطاء بعطاء فضحى بالمئات من الشهداء عبر العقود الماضية دفاعا عن أمنه واستقراره.. أبعد هذا لا نفرح ولا نشعر في يومه الوطني. بالعزة والكرامة والحب.. ولكن ها نحن جميعا قادة ومواطنين نحتفل به اليوم الاحتفال الذي يليق به. فها هي الراية الخضراء والتي تحمل الشهادة بعنفوانها وقدسيتها «راية التوحيد» وصور القيادة تعلو في كل مكان لتعبر للجميع عن وحدة وعزة وطن. بل هناك من قام بحمل الأعلام الكبيرة والصغيرة احتفالا بهذا اليوم المشرق بالوحدة والعظمة. بل وازدانت العديد من بيوت المواطنين وحتى المقيمين براية التوحيد.. تعبيراً عن مشاركتهم الوطن في يومه المجيد.