مها محمد الشريف
اليوم الوطني وقفة على هامات الإنجاز، وإطلالات مضيئة على مساحات اللحب والوفاء المترامية، وهو حالة تنفس إنساني لعبق الوطن، وهيام جياش في أريج الأرض والتاريخ العظيم، تتجسد فيه حالات العشق الوطني في مظاهر الاحتفال به، في «رفرفة الخفاق الأخضر والنور المسطر».
وابتسامات الناس بمختلف أعمارهم وأماكنهم وثقافتهم، فهذا يرقص على عزف المنجزات الحضارية الشامخة.. والأمن الوارف بفضل الله.. وهذا يستعيد رحلة النماء والعطاء، ويستعرض محطات النهضة المتوالية، منذ أن مسح هذا الوطن عن جبينه غبار الجهل وأزال تجاعيد الفقر وارتجافات الخوف، وارتدى حلة الوحدة، وروح الأخوة الإسلامية على يد المؤسس الموفق، والرجل العظيم الملك عبدالعزيز -رحمه الله- والتف من حوله رجالاته الأوفياء، وأبناؤه المخلصون فسارت مركبة النهضة ودارت عجلة الازدهار على طريق الرفعة والسؤدد، حتى وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم من صنوف الخير واللحمة المتينة.
ولو تتبعنا رحلة المجد وقادتها من أبناء المغفور له الملك عبدالعزيز من بعده لضاقت مساحة هذا المقال بتلك المنجزات العظام.. لكننا سنقف لنتمتع بوجه وطننا الحاضر، وروحه الوثابة، ففي هذا اليوم الوطني (87) وعلى الرغم من انكشاف الأقنعة عن العديد من وجوه الشر في محيط وطننا إلا أن ثغر هذه البلاد يفتر بأجمل الابتسامات بعد أن صافح حجاج بيت الله الحرام وودعهم بالمصحف وماء زمزم، ليحتفل بحضوره الرياضي في الموعد العالمي الكبير، ويواصل خطاه نحو رؤية 2030 الواعدة مستنداً -بعد الله- على شبابه وسواعد أبنائه في عهد سلمان العزم والحزم ومحمد بن سلمان الساعد البناء والعقل العصري المستنير.
ويستحق الأمر أن نبذل كل نفيس وثمين لهذه الدولة العظيمة، المملكة العربية السعودية الدولة الحصينة التي تحيط بها أسوار عالية من قامات الرجال وسواعد الشباب، فملوكها المتعاقبون تاج عزها ومجد تاريخها، وشعبها دررها وجواهرها الثمينة، وكانت في الزمن القديم حضارة قائمة بحد ذاتها لم تطأها أقدام الاستعمار؛ طاهرة، مقدسة، مشرقة بنور الحرمين الشريفين، مدنها وهجرها تنبض بالحياة والجمال كل منها له طبيعة ومناخ خاص بها.
تروي ثقافتها مدوني التاريخ وعلوم العلماء وميادين الشعراء وحقائب مختلفة من العلوم والتقنيات، احتفائية كبيرة في قلب كل مواطن لهذا العرس الكبير المقام جزء منه في درة الملاعب إستاد الملك فهد بالرياض وحرص هيئة الترفية على مشاركة الجميع وحضور جميع أفراد الأسرة بالتنسيق مع هيئة الرياضة، ومد جسر العلاقات بين الفرح والإنتماء القائمة على التأثير، وترتيب لإقامة فعاليات ترفيهية وثقافية في جميع أنحاء الوطن.
قد تبدو تلك اللحظات وليدة التفاؤل والسعادة في زمنها.. تسكن بصميم قلب التاريخ للشعب السعودي تتشارك فيه جميع قطاعات الدولة في هذا اليوم الخالد، حيث يعيش الشعب احتفالات وبهجة وبهاء كذكرى سنوية تبارك وتدعم وتشجع ما تحقق لهذ الوطن الغالي وما سيتحقق بإذن الله في ظل قيادتنا الحكيمة ورؤية ذكية تطل على مستقبل زاهر.