عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) من نعم الله علينا وتوفيقه التي لا تعد ولا تحصى أن بلادنا لا تتوقف على شخص بعينه ولا بمسؤول بذاته فهذه البلاد بقيادتها الحكيمة والموفقة دأبت أن تضع الرجل المناسب في المكان المناسب قدر المستطاع والبحث عن كل ما يسعد المواطن وشباب الوطن ومواكبة التطور وعدم التوقف عند حد معين.
ورغم ان بعضهم اعتقد ان تأهل المنتخب السعودي لكأس العالم 2018 في روسيا الصيف القادم هو أعلى الطموح والنقطة الاخيرة التي نصبو إليها نقول (لا) فانظروا ماذا حدث بعد الوصول لقد حدث (زلزال) رياضي غير عادي وقرارات مفصلية غير متوقعة بداية من تعيين معالي المستشار الأستاذ تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ رئيساً للهيئة العامة للرياضة والدعم غير المحدود الذي يجده في هذه المسؤولية العظيمة والثقيلة في نفس الوقت.
ومن خلال قراءتي للمشهد أجد وأستنتج أن معاليه قد حمل على عاتقه المسؤولية كتكليف وتشريف من ولي الأمر لتجديد الدماء ونفض غبار السنين من خلال إلغاء الكثير من الأعباء والتراكمات التي طال بها الزمن اضافة إلى بث روح الشباب في المجتمع الرياضي بصفة عامة وتصفية الأجواء والعمل يداً واحدة للنهوض برياضة الوطن بعيداً عن المشاحنات والمزايدات والإساءات، فكم نحن بحاجة ان نكون يداً واحدة لا يفرقها أي أمر خاصة في زمن تفرقت فيه الشعوب وتشتت الأوطان، ومع احترامي وتقديري لكل رياضي مهما كان فمن حق التعصب لانتمائه وحبه لميوله ولكن عدم الاساءة للمنافسين واحترام جميع الرياضيين، فالرياضة منافسة حلوة وشريفة وممتعة يجب أن تجمع ولا تفرق، وأجزم أن ما تم اتخاذه من قبل المسؤول الأول عن الرياضة من قرارات مؤخراً هي بداية اكثر من رائعة لجمع الكلمة وتوحيد الصف، وما إلغاء بعض اللجان والقرارات السابقة وتحويل بعض القضايا العالقة لهيئات رقابية حكومية الا بداية لرياضة نزيهة نقية من جميع الشوائب.
واليوم يجب أن نكون عاملا مساعدا ومساندا لرجل حضر ليعمل ويصحح المسار فمهما أوتي من قوة فاليد الواحدة لا تصفق ولكن الأمل ان يكون مبدأ الجميع مبنيا على البناء والتقدم والتعاون لما فيه مصلحة الوطن ومكتسباته وشبابه، وهذا ما هو متأمل ومتوقع بإذن الله.
نقاط للتأمل
« تشرف لاعبو منتخبنا الأول وأجهزته الفنية والإدارية والإعلامية بالسلام على والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وهذا هو أكبر وأعظم شرف وطموح لكل لاعب يتجاوز أي طموح آخر حتى الوصول لكأس العالم والذي يعتبر طموح أي لاعب في العالم وما كلماته وتوجيهاته- حفظه الله- إلا أكبر حافز وداعم لكل لاعب ويجب ان يكون نبراسا وتاجا على الكل وهذا امر ليس بمستغرب على قيادة هذا الوطن الذي تعودنا منهم التكريم والتوجيه وحسن الاستقبال والاستماع لكل مواطن على حدٍ سواء حفظك الله يا ابو فهد وأيدك بنصره وأقر عينك ومتعك بولي عهدك الامين وجميع ابنائك المواطنيين.
فعلاً العجلة من عمل الشيطان فعندما صدر أول قرار لمعالي رئيس هيئة الرياضة بتعيين اللاعب ماجد عبدالله مديرا عاما للمنتخب الأول والمسؤول الأول إدارياً في مشاركته في كأس العالم القادم ذهب الجميع- بعيداً فمنهم من جيرها للانتماء ومنهم من جيرها لعلاقة ومنهم من راح أبعد من ذلك ولكن بعد تتابع صدور القرارات والاختيارات والإلغاءات تراجع الكثير عن ظنونه السيئة وعرف ان معاليه يعمل للصالح العام بعيداً عن أي ميول أو انتماء، فالكل له ميول ولا يوجد من هو من كوكب آخر ولكن من يبحث عن النجاح دائماً تكون ميوله بعيدة عن عمله، وهذا ما هو واضح من خلال ما شاهدنا من عاصفة تسونامي الرياضية.
لم يرتق لقاء الفريقين الكبيرين الأهلي والنصر للمأمول وخيب تطلعات الشارع الرياضي السعودي بكامله فقد كان كلاسيكو باهتا من جميع النواحي سواء الفنية أو الإثارة التي كانت- معدومة وحتى مستوى الحضور الجماهيري كان مخيباً للآمال والغريب ان لقاءات الفريقين دائماً ما تكون مثيرة وقوية وجميلة وغنية بالأحداث الا أن ما شاهدناه مؤخراً يدل على ان الفريقين يعيشان في أجواء غير جيدة ولاعبين غير جيدين والأيام والجولات القادمة كفيلة بأن تكشف المزيد من الغموض الحاصل لديهما.
اعتبر ان أهم قرارتم اتخاذه من قبل القيادة الجديدة هو النجاح في تغيير اسم دوري الوطن مع الاحتفاظ بالراعي، وتغيير مسمى الدوري إلى دوري- المحترفين السعودي ينم عن الانتماء الوطني الصادق وحمل اسم الوطن الغالي وهذا ما يجب ان يتم زرعه وتنميته لدى النشء والشباب، بالتوفيق نقولها لكن من يحمل ويعمل بحس وطني وخدمة وطنه الغالي.
خاتمة:
-الصالحون هم الذين استتروا ولم يجاهروا، واستغفروا ولم يصروا، واعترفوا ولم يبرروا، وأحسنوا بعدما أساؤوا. فالدين دائماً تمزقه المعاصي ويرقعه الاستغفار. اللهم اغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.