د. خالد بن عبدالله بن دهيش
آل مرة قبيلة عربية ممن يقيمون في السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة والكويت والبحرين وإقليم حضرموت. وآل مرة في قطر لهم دور كبير من المشاهد التاريخية للدفاع عن قطر، فقد ساهموا بفاعلية في بناء الدولة منذ نشأتها. ويمثلون60% من نسبة سكان الشعب القطري الأصليين، وفي عام 2004 صدر قرار بإسقاط الجنسية القطرية من عدد كبير جداً من أبناء القبيلة تجاوز ستة آلاف أسرة، وإنهاء خدمات من هم على رؤوس أعمالهم ومطالبتهم بتسليم المساكن التي يقيمون فيها كمواطنين، والتهديد بالاعتقالات والمداهمات لحرمة بيوتهم، حتى أن الحجاج لبيت الله الحرام لم يسلموا، ومنهم الحاج حمد المري الذي اعتقل وأهين بالضرب والركل لكونه ظهر على الإعلام السعودي يشكر القيادة السعودية على الخدمات التي تقدمها للحجاج بصفة عامة والحجاج القطريين بصفة خاصة.
لم يكتف تنظيم الحمدين القطري بذلك بل قام مؤخراً بسحب الجنسية القطرية من شيخ قبيلة آل مرة الشيخ طالب بن شريم وأكثر من50 مواطناً قطرياً من بينهم 18 امرأة وطفلا من عائلته، لأنهم رفضوا طلب تنظيم الحمدين بمهاجمة قيادات بالسعودية والبحرين والإمارات، وكان سحب الجنسية هو العقاب الظالم ضارباً هذا التنظيم بدستور دولة قطر الذي تضمن في المادة 18 أن «المجتمع يقوم على دعامات العدل والإحسان والحرية والمساواة ومكارم الأخلاق»، وكذلك قام بنقض المادتين 19، 20 من الدستور القطري اللتين تؤكدان على كفالة الدولة القطرية للأمان وللاستقرار وتكافؤ الفرص للمواطنين دون أي تمييز أو تفريق، وتؤكدان أيضاً على توطين روح المواطنة والتضامن والإخاء بين المواطنين كافة.
إن هذا التصرف الأرعن جعل عدداً كبيراً من أفراد قبيلة آل مرة القطريون بلا هوية وتناسى تنظيم الحمدين حقوقهم التي كفلها لهم الدستور القطري وجهودهم في إعمار دولة قطر واستقلالها من الانتداب البريطاني.
إن ذنب شيخ آل مرة الشيخ طالب وعائلته - وهو الشيخ العربي الحر الملتزم بتعاليم الدين الإسلامي والأعراف والسلوم العربية والذي يُعد قدوة لأفراد قبيلته - هو رفضه دعم الإرهاب الذي يقوم به تنظيم الحمدين ورفضه إيواء الإرهابيين وتمويلهم من أموال الشعب القطري الملتزم بتعاليم الاسلام والمواثيق العربية والأعراف الدولية التي تحارب داعمي الإرهاب الذي تفشى بالمنطقة بدعم من تنظيم الحمدين، والذي انتشر في أرجاء العالم بسبب هذا الدعم اللامحدود من تنظيم الحمدين. إضافة الى رفض الشيخ طالب وقبيلته نقض المعاهدات التي تقوم عليها قطر في تعاملها مع دول مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية والعالم بأسره، لكون الشيخ طالب ممثلاً لإحدى أكبر القبائل العربية في قطر والمنطقة التي ترفض التآمر على الجيران والإخوان في دول الخليج العربي الذين صبروا أكثر من عشرين عاماً على هذا التآمر البغيض الذي يقوده تنظيم الحمدين القطري، إضافة الى تحذير الشيخ طالب الدائم من ارتماء وطنه وأبناء قبيلته وشعب قطر العربي الأبي في أحضان الدولة المجوسية راعية الإرهاب العالمي، وكذلك رفضه تسليم قطر لتنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي وللمرتزقة من أمثال العربي المتصهين عزمي بشارة وللأبواق البذيئة والخسيسة في قناة الجزيرة وغيرها من الأبواق النتنة، مثل قنوات وأبواق الصعاليك الخائنين لأوطانهم والمقيمين في لندن وغيرها.
صبراً إخوتنا وأخواتنا من أعيان وأفراد قبيلة آل مرة القطريين وغيرهم من القطريين الشرفاء المظلومين فإن عودتكم لقطر الحبيبة قريبة بإذن الله ثم بدعم إخوانكم من حكام دول الخليج العربي وشعوبها بقيادة سلمان الحزم والعزم رغم أنف تنظيم الحمدين. سائلين الله العلي القدير أن يحمي إخواننا في قطر من جميع الطوائف والأعراق والأجناس من عبث المراهقين فمصيرهم سيكون بإذن الله كمصير من كانوا يدعمون إرهابهم.