خالد الربيعان
المثل يقول «أي شيء: أحسن من لاشيء!».. فما بالك لو كان ما يحدث الآن على الساحة الرياضية ليس «أي شيء»! بل هو بالفعل «شيء كبير»
قرارات وتحركات مهمة في أقل من أسبوعين! جعلت لسان حال المواطن على اختلاف انتماءاته يقول:
ما حدث خلال الأيام الماضية هز الأوساط الرياضية بكل معنى الكلمة! وهي قرارات قوية.
- تغيير مسمى الدوري، لتسويق الدولة، وليس قبل ذلك قبل! دول قليلة جدًا تفعل ذلك أصبحنا أحدها.
- الآن سنرى مواهب ستكون في أنديتنا، وليس لننظر لها في حسرة في دوريات دول أخرى من خلال مواليد السعودية.
- إعادة هيكلة البطولات السنية! ابشروا بمواهب جديدة في الطريق، ونجوم لمنتخبنا الوطني، إعادة فتح وتشغيل أهم كيانات الطب الرياضي قرار آخر مهم جدًا.
- تشكيل لجنة لتطوير الكرة السعودية (ما نادى به كثيرون منذ زمن تحقق)، لجنة لاكتشاف المواهب السعودية قوامها جميل ومن أسماء كبيرة، اتحاد للإعلام الرياضي، نتائج لجنة التوثيق وإعادة حصر بطولات الأندية، خدمة لتخصيص الأندية.
- أكبر 10 شركات وطنية قيمة علاماتها أكثر من 31 مليار دولار! فما البال بمجموع باقي الشركات السعودية! قرار فتح الباب لهم كرعاة للمنتخب له أثر رائع على الشركات، وعلى المنتخب قبل وأثناء المونديال، فمعنى ذلك رعاة أكثر مما يؤدي إلى إعداد أفضل ومعسكر أحسن، وحافز أكبر، ومكافآت أكثر.
- فتح ملف كبير جدة، والتوجيه بالتحقيق ومساءلة من تسببوا في محنة الاتحاد العريق، قرار أعطى انطباعًا بأنه لا إفلات لفاسد ولا مهرب لمن يتلاعب في تاريخ وعراقة مؤسسة عريقة كالاتحاد! وهذا أشفى غليل الجماهير السعودية عامة، وجماهير كبيرة من كبار الرياضة السعودية خاصة، غليلها لأنها كانت «تتعطش لفكرة العدل».
- إلزام الأندية بجمعية عمومية في ظرف 30 يومًا، وتقديم تقاريرها المالية ومصروفاتها وإيراداتها، فهذا ينتج عنه إجابة لشيء مهم جدًا: «أين نقف؟، ما هو الحال بدقة؟»، وهي إجابة مهمة جدًا في مرحلة تخصيص الأندية القادمة.
- من الواضح أن هناك خطة من أهداف يحققها الرجل، ويتم الإعلان عنها «بحسم» و»اقتضاب» و»نبرة حازمة» وبكلمات «لا تقبل المناقشة»، تحس كل ذلك من قراءة البيانات الصحفية المتتالية التي خرجت من هيئة الرياضة التي هزت الوسط الرياضي الأسبوع الماضي.
- الرجل يتحرك بسرعة مدهشة، ووجوده متواتر وتحس أنه بمكانين في وقت واحد، فهو هنا في اجتماع، وهنا في ملعب اختيار المواهب، وهنا في مؤتمر، هنا في قمة الأهلي والنصر، ثم سيكون في مباراة الاتحاد والهلال.
العمود الفقري
لا نطالب معالي الأستاذ تركي آل الشيخ بأي شيء، فقط نتمنى له التوفيق من القلب، واثقين فيه تمام الثقة، وأنا بحكم اهتماماتي وما أنادي به منذ زمن: أعتقد أنه سيولي اهتمامًا كبيرًا بالتسويق والاستثمار الرياضي، لأنه العمود الفقري للرياضة الآن في الدول المتقدمة في هذا المجال، وكل شيء في المنظومات الرياضية يتم حسابه بما حقق من أرقام ومداخيل.. وهذا الإصلاح الذي نشهده الآن في رياضتنا: بداية رائعة لاقتصاد رياضي قوي.. الله المستعان.