فهد بن جليد
القبض على مُقيم آسيوي في الثلاثين من العمر، أساء استخدام التقنية -بموجب نظامي الإجراءات الجزائية ومكافحة الجرائم المعلوماتية- عقب شكوى تقدم بها أحد أبناء جلدته، نتيجة نشر صورته وأفراد عائلته، وشتمه على (الفيس بوك)، خبر مهم وخطوة مُتقدمة تحسب للأجهزة الأمنية التي تعاملت باحترافية مع الشكوى بما يحفظ حقوق الجميع بموجب النظام، ويجب أن ينتشر ويعلم بما حدث كل مقيم في بلادنا ممن لا يتحدث اللغة العربية على وجه الخصوص.
علاقة المُقيمين في بلادنا بوسائل التواصل الاجتماعي بلغاتهم عملية مُعقدة -برأيي- وعالم آخر قد لا نعيش ولا نفقه تفاصيله، رغم أنَّ أحداثه تجري على أرضنا وبالقرب منا، وقد تنطلق تفاصيل القصة من شوارعنا وأسواقنا، وحتى من داخل بيوتنا إلى العالم الخارجي -دون أن نعلم- بسبب تصوير وتعليق العاملين في المنزل من (الخادمات والسائقين) وحتى من بعض العاملين في المطاعم والمجمعات التجارية ممن هم مثلنا، يتواصلون مع عالمهم الافتراضي عبر حساباتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي بلغاتهم وثقافاتهم الخاصة، ولديهم مُتابعون في بلدانهم، وقد يرتكبون ما يرتكبه البعض من استخدام خاطئ، ومُخالف لنظام الجرائم المعلوماتية، المسألة تحتاج وعيا وتنبيها بأن النظام والقانون يطال الجميع، فما يُطبق على المُتحدثين باللغة العربية ينطبق كذلك على غيرهم ممن يسيئون الاستخدام باللغات الأخرى.
تساءلت سابقاً حول من يضبط سلوكيات الخادمة فيما يخص عدم خروج أسرار وخفايا المنزل، وتصوير أحداثه اليومية، وإرسالها عبر وسائل التواصل الاجتماعي (بلغتها) لأصدقائها وقريباتها في بلدها، وحذرت في -مقال سابق- من خادمات الأقارب والأصدقاء والجيران خصوصاً مسألة تصوير الحلي، الملابس، صور الأطفال، صور غرف النوم والمطبخ، المُقتنيات، خلفيات وتفاصيل المنزل وبعض أحداثه العائلية، في ظل انتشار التقنية وتطورها لا يجب أن نغمض أعيننا عن مثل هذه القضايا.
لا يوجد في عقد العمل أي بند يحفظ خصوصية الأسرة السعودية، ويحذر (العاملة المنزلية أو السائق) من إفشاء أسرار العائلة، أو نشر الصور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الحذر واجب، وتنبيه العاملين من الاستخدام الخاطئ لوسائل التواصل الاجتماعي أمر في غاية الأهمية، على مكاتب الاستقدام أن تتحرك في هذا الاتجاه، فالقصة أعلاه ليست سوى واحدة على طريق النشر الخاطئ والمُخالف للنظام في حسابات بعض المُقيمين، وهي تدعونا للالتفات أكثر لهذا الموضوع، من الناحية العائلية، وحتى من الناحية الأمنية.
وعلى دروب الخير نلتقي.