د. خيرية السقاف
اليوم أبيض كالحليب حين تتقطر به أثداء الأمهات, عذبًا.. نقيًا.. مشبِعًا.. رويّاً..
أبيض, كنواياهن بنا, وما أسماها من نوايا تنطوي على الحب والأماني, والرجاء, والمخيلات تفرط في الصدق والوفاء !..
عذبا, كنهر يمد المروجَ, والأفواهَ, فينبت العشب أخضر, والزرع يانعا, والثمر ريانا,
يصدُّ عطش العروق فتمتد الروح بهية, نشطة, متفائلة!..
نقيا, كقطرات المزن تنزل رُخاء فتنتعش الحياة فوق الأرض..
تتطهر الأركان, والزوايا, السطوح, والثقوب..
وثمة هبة تودعها وهي تتسرب نحو الجوف تستقر رافدًا لا ينقطع,.. ومدًا لا يتبخر!..
مُشْبِعا, كالرغيف يؤود الجوع, يسدُّ الفاقة, يجدد النبض, يوقد الهمة,
يضفي على الوجوه نعمة, وفي الزند قوة!..
رويَّا, كلحظة الغيث, ولمحة الفرح, وسكينة الطمأنينة, ودفء التكافل, وصدق الموقف, ونبل الوفاء, وأثر العطاء, ونعمة الرخاء, ودفء القربى, وجمال اللوحة, وأبعاد المعنى, وتآزر الحروف في الكلمة, وجسورها في الجملة, وأمن البقين, وتقوى القلب, وثقة التقوى..
اليوم هذا أول أيام السنة الجديدة, هو ذا الذي أتمناه لكم في باقي ثوانيها, ولحظاتها..
عذبة, نقية, مشبِعة, رويَّة..
فكونوا في أمان الله, رب الوقت, والخير, والنصر, والخير..
موفقين, متكاتفين, مِعطائين, متآخين, آمنين في سلام..
مكفولين بعنايته الإلهية, محفوظين بعياذه المكين, في ملاذه الأمين..