د. خالد بن عبدالله بن دهيش
بعد أن طال حلم وصبر المعارضة القطرية على تنظيم الحمدين (حمد بن خليفة وحمد بن جاسم) والحاكم تميم بن حمد، عملت المعارضة القطرية بالسر ما أمكن على تنظيم مؤتمرها الأول في لندن خلال الفترة من 4 - 15 سبتمبر 2017 على الرغم من محاولات تنظيم الحمدين عرقلة إقامة هذا المؤتمر، من خلال دفع الرشاوى وإقامة الحملات الإعلامية لمنعه.
لقد شارك في هذا المؤتمر سياسيون دوليون وخبراء ومنظمات حقوق الإنسان وبحضور ومشاركة المئات من كافة أطياف المعارضة ضد السياسة القطرية في ظل تنظيم الحمدين الداعم للإرهاب والمثير للفتنة والحاضن لقيادات المنظمات الإرهابية كالإخوان المسلمين والنصرة وطالبان وغيرها، والمستضيف لمطلوبين إرهابيين فارين من العدالة ومصنفين دولياً بذلك، والمستضيف أيضاً للمرتزقة من الإعلاميين المشتراة ذممهم للتطبيل لتنظيم الحمدين، محاولين ترقيع ما يمكن ترقيعه من إجرام هذا التنظيم. لذلك سعت المعارضة القطرية من خلال مؤتمرها الأول إلى النظر في مستقبل قطر في ظل الأزمة التي تعيشها قطر حالياً، إثر اتخاذ أربع دول في المنطقة وهي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية إجراءات مقاطعة ضد قطر بعد التأكد من ثبوت تورطها في تمويل الإرهاب نهباً من أموال الشعب القطري المغلوب على أمره. وبسبب دخول هذا التنظيم في تحالفات مشبوهة مع إيران المجوسية الداعم الأكبر للإرهاب العالمي (لشريفة في نظر تنظيم الحمدين)، كما تسعى المعارضة القطرية لحماية بلادها من أخونجية تركيا المنتظرين للفرص من خلال دعم قطر المشبوه، طمعاً في المال لتدعيم اقتصادها وتحقيق توجهاتها بالتمدد في الخليج العربي لدعم سياساتهم للوصول للخلافة المزعومة على حساب دولة قطر المختطفة.
لقد أعلنت المعارضة القطرية الشجاعة بكل وضوح أن لديها ما يكفي من الوثائق والمستندات والتسجيلات التي عرضتها في المؤتمر والتي تؤكد دعم تنظيم الحمدين للإرهاب بما لا يدعو مجالاً للشك. كما أعلنت أن هدف المعارضة القطرية هو تخليص قطر الحبيبة من تنظيم الحمدين من خلال خيارات: الأول استمرار الوضع كما هو لعام 2018، والثاني تغيير النظام.
لقد حظى هذا المؤتمر بالدعم الدولي والشعبي قناعة من المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بالأهداف السامية التي تسعى لها المعارضة الشجاعة المتشكلة من أبناء وبنات الشعب القطري الذي يطالب بحقوقه، والمطالب ايضاً بوقف الدعم المادي والإعلامي للإرهاب على حساب ثروات هذا الشعب المكلوم الذي نفد صبره، وهرب الشرفاء والقادرون منهم طلباً للأمن والأمان بعد أن فقدوه في بلدهم لمجرد مطالبتهم بوقف دعم الإرهاب، والمطالبين بإيقاف الرشاوى والصرف على الإعلام البذيء الذي يحاول أن يتصيد الفرص لنهب أموال الشعب القطري ببذاءته، مدعياً دعم حكومة وشعب قطر مثل قناة الجزيرة الخسيسة بوق الإرهاب وغيرها من القنوات السيئة المرئية منها المسموعة والمقروءة.
لقد تحقق للمعارضة من خلال نتائج هذا المؤتمر فضح النظام لدى منظمات حقوق الإنسان، وفضح ملف الفساد في استضافة قطر لكأس العالم واستعراض ملف حقوق الإنسان في تعامل قطر مع العمالة الأجنبية، والتطرق للوعود الكاذبة من تنظيم الأخوين بالممارسة الديمقراطية، والمخالفات القانونية في تطبيق الدستور القطري.
نسأل الله - جلت قدرته - أن يوفق المقاومة القطرية ويحقق أهدافها السامية السلمية، ويحمي إخواننا شعب قطر الحبيب من تنظيم الأخوين الإخواني المتسلط على شعب قطر الأبي الذي لا يتمنى أن يرى بلاده مكروهة من جيرانها وأشقائها ومنبوذة من العالم أجمع، بسبب تلك السياسات الخرقاء الذي يطبقها تنظيم الحمدين.