عبدالواحد المشيقح
لم يكن من العدل والإنصاف أن يتم إعفاء أمين عام اتحاد الكُرة.. وهو الرجل الناجح بكل المناصب التي تولاها.. وله تجارب كبيرة تجاوزها جميعها بكل مهارة.. بما فيها أمانة الاتحاد.. بتلك الصورة حتى لو جاءت بعض الرغبات من البعض ممن لديهم الحل والعقد.. ولأنه رجل (ناجح) جاء الجدل كبيراً حول إبعاده.. فلا أحد يعلم ما هو التفسير المنطقي لهذا الإبعاد المفاجئ..؟.
المعروف أن البطي تميز في عمل الأمانة.. وهذا ثابت لدى الجميع.. واللافت للنظر أن رئيس الاتحاد أشاد به وفي عمله في أكثر من مُناسبة.. كما أن الأغرب من ذلك أن المرحلة دقيقة ومُهمة.. وتحتاج الأكفأ والتشبث بهم.. لا التفريط والتنازل عنهم بتلك السهولة.. والتفريط بالكوادر المؤهلة سيكون مُخيباً للآمال ومُعطلاً للتخطيط السليم.. وهذا أيضاً يُثير الجدل بشكل أوسع.
صحيح أن عادل عزت أتخذ القرار وفق الصلاحيات الممنوحة له نظاماً.. وبحسب ما تقتضيه مصلحة العمل.. وهذا ما جاء في نص الخبر الذي وزعه اتحاد القدم.. ولكن كان من الواجب كشف الأمور والمُلابسات حول القرار.. حتى على أقل تقدير لاتهتز صورة الرجل.. ونعرف ما هو نوع (التقصير) من البطي الذي أدى إلى إعفائه (؟) رغم اتفاق الجميع على تفوقه.. وأنه بإمكانه القيام بدور أكبر من الدور الذي مارسه في الفترة الماضية.
قمة القصيم بين التهور والتخبط
تترقب جماهير التعاون والرائد مطلع الأسبوع القادم لقاءهما الدوري.. وهو برأيي سيكون لقاء (مُدربين) قبل أن تكون مُباراة لاعبين.. بسبب أن الفريقين لايزالان يُعانيان من بعض النواقص (الفنية) وبكفاءة المُدرب.. وقُدرته على تسيير المُباراة.. والتعامل معها.. ومع أحداثها.. هو الذي سيحسم الموقف.
صحيح أن الروح والإخلاص (تُعوض) في بعض الأحيان.. جُزءاً من جوانب نقصها الفني.. ولكن الصحيح أيضاً أن المُدرب الذي يستطيع رسم المنهجية الصحيحة.. وتبديل تكتيكه على حسب مُعطيات المُباراة وظروفها.. هو من سيتحكم في الملعب.
رغم اتفاق التعاونيين على (قوميز) وهذه من الحالات النادرة أن تحدث ليس في التعاون فقط.. بل في كافة الأندية أن تجد شُبه اتفاق جماعي إداري وشرفي وجماهيري على مُدرب.. إلا أن هُناك بعض (الهفوات) من المُدرب ساهمت في ارتباك الفريق في لقاءاته الماضية.. ففتح الملعب من قوميز بتلك الطريقة.. أهم المُلاحظات على أداء التعاون.. فهو يُسهل كثيراً الوصول لهز شباك الفريق.. فتلك الطريقة وإن نجحت في مرات سابقة.. أو في ظروف مُعينة.. ليس كافياً لاستمرار نجاحها في المرات القادمة.
ولذا.. فإن قوميز عليه أن يُدرك بأن حساسية اللقاء وأهميته.. يتطلب منه عدم (التهور) بفتح الملعب.. وصُنع مساحات فارغة في وسط ملعبه.. قد يستغلها المُنافس.. خاصة أنه من المُتوقع بل أجزم بأن الرائد سيعتمد كثيراً على المُرتدات.. وهجمة واحدة قد ينتج معها هدف.. ومن ثُم يدخل في إشكالية تعديل النتيجة.. وليس هذا فحسب.. بل إنه في مثل هذه المُباريات التنافسية.. أحياناً يكون الهدف الوحيد كافياً لحسمها.
ولو.. استرجع مُدرب التعاون الأهداف التي ولجت مرمى فريقه هذا الموسم.. لوجدها جميعاً جاءت بسبب الهجوم المُبالغ فيه.. بفتح الملعب ومنح المُنافسين الفرصة.. للعب في المساحات الفارغة.. وهُنا ليس المطلوب من قوميز اللعب بطريقة دفاعية صرفة.. ولكن اللعب بتوازن.. سيكفل للفريق هيبته الدفاعية والهجومية في آن واحد.. خاصة أنه يملك أوراقاً رابحة.. كفيلة بأن تجلب الفرح لأنصار ناديه.
وليس (الجار) بأفضل حال من صاحبه.. فهو أسوأ منه.. فمدرب الفريق لا يجد (قبولا) من أنصار الرائد.. ومن الجولة الأولى.. والانتقادات تُلاحقه في كُل اتجاه.. وزادت تلك الانتقادات عن حدتها بعد الخسارة الثانية.. ثُم الثالثة.. ولذا فان روابح يعيش تحت ضغط نفسي كبير.. قد تُفقده (التركيز) والتخطيط للقاء.. وهدف للتعاون كافياً بأن يجعل الحمل ثقيلاً عليه.
روابح من وجهه نظري.. ليس بذلك المُدرب الذي يستحق مايناله من انتقادات واسعة.. فقدراته التدريبية جيدة.. لكن ظروف الفريق لم تُساعده.. ولا أظن أي مُتابع ينسى الدور الكبير والمُهم الذي كان يلعبه القحطاني في الوسط وجفين البيشي في الدفاع بالموسم الفائت.. ورحيلهما بهذا الموسم.. لاشك أنه أضر الفريق كثيراً وبالذات أنه لم يتم تعويضهما.
مُدرب الرائد.. لعب على إمكانات لاعبيه في الفترة الماضية.. من خلال مُحاولة تأمين دفاعه بأكبر قدر من اللاعبين.. وفي لقاء السبت سيستمر كذلك.. بل سيُزيد من زيادة اللاعبين في مناطقه الخلفية.. ولن يسمح للظهيرين بالتقدم والمُساندة الهجومية.
هذه المنهجية هي الأجدى لروابح في لقاء التعاون.. فتأمين الدفاع واللعب على المرتدات.. لن يجد لها بديلاً.. في ظل تفوق مُنافسه.. والفوارق الفنية بينهما.. كما أن مُراقبة مفاتيح اللعب بالتعاون بفرض رقابة على جهاد الحسين.. لن يُفيد الرائد كثيراً برأيي كون التعاون يمتلك عدة لاعبين يصنعون الفارق.. فهو إن راقب جهاد مثلاً.. فقد فتح المجال ( للسواط) وهزازي وكمارا.