عثمان أبوبكر مالي
لحظة تاريخية تلك التي أعلنت فيها هيئة الرياضة قرار معالي رئيسها، إحالة ملف (التجاوزات والمخالفات وتبديد المال العام في ميزانية نادي الاتحاد الرياضي خلال السنوات الماضية..) إلى هيئة الرقابة والتحقيق وذلك لما توافر لديها من معلومات وبيانات عن هذه التجاوزات التي أدت إلى (تحميل النادي مديونيات ضخمة) حسب البيان الرسمي.
بعد صدور البيان سرت مباشرة (موّجة) من الفرح العارم في اوساط الاتحاديين (الصادقين والشرفاء) وتبادل كثير منهم التهاني والتبريكات بطريقتهم وفي مجالسهم ووسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة مجموعاتهم عبر تطبيق (الواتساب) وكأن النادي حصل على (بطولة جديدة) وكان تعليق الكثير منهم لأول وهلة (هرمنا من أجل هذه اللحظة)!! وذلك يعود إلى أن القرار (تجاوب) لأول مرة مع (ملف الديون) في النادي ومطالب الاتحاديين ورغباتهم التي بدأت على الأقل من خمس سنوات و(تصاعدت) خلال الأشهر الأخيرة وتكثفت خلال الأيام الماضية، وهي تنادي بفتح الملف من خلال جهة رسمية (نيابية أو جنائية أو قضائية) بعيداً عن (لجان) هيئة الرياضة المتكررة (مع كامل الاحترام لها) والتي لا تخرجُ (غالباً) الا ببيانات وتوصيات ترفع للهيئة، بعد أن تكون بعض هذه اللجان، ثم لا ينفذ من قراراتها أو توصياتها إلا القليل وغير المؤثر، ولعل ذلك ما أدى إلى أن (تتفاقم) بعض المخالفات وتزداد التجاوزات، بل إن بعض اللجان هي السبب الأقوى والأهم في (الإنقسام) الكبير الذي يعيشه الاتحاديون خلال السنوات الخمس الأخيرة، بشكل لم يحصل من قبل في تاريخ النادي، ولم يحصل في تاريخ أي ناد سعودي، لأنها كانت تورد (بيانات إنشائية مضخمة بمعلومات وأرقام فلكية) تأتي في أول البيان ثم (تتنصل) منها في آخر البيان، وهو ما جعل الاتحاديين في (حيص بيص) وأدى إلى انقسامهم إلى فسطاطين، بل وأكثر، وهو أيضا ما أدخلهم في الفرحة العارمة التي أشرت إليها، إذا أظهر لهم أضوءاً مشعة في (النفق المظلم) الذي دخله النادي من سنوات، يوماً بأن الليل الطويل سينجلي قريباً بإذن الله تعالى.
كلام مشفر
* مجرد التوجه إلى فتح الملف الاتحادي من هيئة الرياضة في عهدها الجديد الجرئ والقوي والنشط، وصدور قرار رسمي بإحالته إلى جهة خارج الهيئة يؤكد الرغبة العملية في قفل الملف وإعادة (الحياة) من جديد إلى النادي الكبير والعريق.. فشكراً باسم كل الشرفاء الرياضيين والاتحاديين لمعالي المستشار رئيس هيئة الرياضة.
* رغم أني أزعم أن إرسال الملف إلى (هيئة الرقابة والتحقيق) كان إجراءً خاطئاً (حسب القواعد العامة) فهي جهة خاصة بـ(المخالفات الإدارية للموظف العام) ورئيس النادي -أي ناد- ليس موظفاً عاماً وإنما منتخب أو مكلف، إلا أن ذلك خطأ بسيط من السهولة تداركه سريعاً، إن لم يكن تم بالفعل تصحيحه قبل نشر هذا المقال.
* ديوان المظالم.. (هيئة قضاء إداري مستقلة) ولذلك هي -كما يؤكد معنيون- الجهة التي من اختصاصها (الفصل) في مثل ملف نادي الاتحاد، فالملف (الشائك) يدخل فيه (مخالفة النظم واللوائح أو الخطأ في تطبيقها أو تأويلها أو إساءة استخدام السلطة) وكل ذلك واكثر موجود في ملف (التجاوزات والمخالفات) في النادي العريق، ولذلك يقول الاتحاديون (جاءت اللحظة).
* الأمل كل الأمل أن تمتد الرعاية الكريمة للاتحاد النادي الذي أغرقه (بعض رؤساءه وشرفييه) إلى (تصفير) ديونه (المتلتله) من قبل هيئة الرياضة، ومن ثم جعل سدادها من (مستحقات) المستقبل القادم، وبالتالي تهيئته بشكل (أقوي) لمواجهة مرحلة (الخصخصة) القادمة والمنتظره، بقيمة شرائية يستحقها اسمه الكبير والعريق ودوره الطويل والمؤثر في الرياضة السعودية.
* لاشك أن معالي المستشار ورئيس هيئة الرياضة الأستاذ تركي آل الشيخ، قادر على أخذ مثل هذه البادرة، لتكون خطوة جريئة أخرى وإضافية للقرارات (المبشرة) والمحفزة التي أصدرها منذ توليه المنصب، والتي أحدثت حراكاً كبيراً وقوياً في الوسط الرياضي، خلال فترة وجيزة بصورة لم تحدث من قبل.
* يصادف يوم غدٍ الخميس اليوم (السادس عشر) لتولي معالي رئيس الهيئة الجديد منصبه الكبير، أقترح على جماهير الاتحاد في مدرج الجوهرى غداً أمام الهلال، الوقوف عند الدقيقة السادسة عشرة لتحية معاليه والهتاف باسمه، ابتهاجاً وتقديراً؛ بعد تجاوبه مع رغباتهم ومطالباتهم التي لها سنوات، وصدور قراره فتح ملف التجاوزات وسداد الديون، خاصة وأنه سيكون من حضور المباراة.