«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
أعلن نادي الشباب إقالة مدربه السعودي سامي الجابر بعد موسم سابق كامل لم يُقبل عمله ونتائجه على كافة المستويات الشبابية، ومُنح الفرصة لموسم ثاني واستعد له، ولكنه أقيل في الجولة الثالثة منه، بعد أن خسر مباراتين وكسب واحدة، بالاضافة إلى الفوز في مباراة ضمن مسابقة كأس ولي العهد.
سامي الجابر الأسطورة الكروية السعودية، حقق من الإنجازات (كلاعب) ما لم يحققه غيره من اللاعبين في الكرتين السعودية والآسيوية، والسؤال بعد ذلك: هل ظلم سامي نفسه حينما اتجه للتدريب؟.
هذا السؤال لم يكن ليدور في الشارع الرياضي لو بدأ الجابر التدريب بالطريقة الصحيحة والسليمة، ولكنه اتجه للطريقة الأسرع، في مغامرة غير محسوبة من سامي جعلته يُقال من نادي الهلال، ومن ثم نادي الشباب، ولو بدأ سامي بالشكل الصحيح لينضج كمدرب، ويتعلم أكثر، وحكم على نفسه، وجعل البقية يحكمون عليه لنجح، فمثله يستطيع النجاح، إذ يملك جميع مواصفات النجاح، ولكنه اختار الطريق الخطأ، ولأن البداية كانت خاطئة، فلابد أن يستمر الخطأ حتى يتم تعديله...
وحتى لا نُحمل سامي الجابر كل ما حدث في فريق الشباب، فإن الأجواء الشبابية قبل أن يوقع مع الشباب لم تكن مهيأة، فالشباب كان يعاني من مشاكل مالية كبيرة، ومن ابتعاد أعضاء الشرف، ومن جراء ذلك لم يستطع الشباب أن يوقع مع لاعبين (نجوم) محليين أو أجانب، ولم يستطع الحفاظ على نجومه أمثال حارسيه العويس ووليد عبدالله، وهذه لا يمكن تحميلها سامي المدرب الذي وجد نفسه أمام فريق شبه منهار مالياً ومعنوياً على مستوى اللاعبين، ومع ذلك فنحن لا نعفي سامي من الأخطاء الفنية التي وقع فيها!
اليوم وبعد رحيل سامي الجابر من تدريب فريق الشباب، نظن بأنه يحتاج للهدوء، والتفكير بعمق، والعودة للوراء قليلاً، ليعرف إلى أين يتجه، فإن أصر على الاستمرار كمدرب «وهذا المتوقع» فيجب أن ينسى سامي مرحلته السابقة، ويبدأ من جديد، ويختار البداية الصحيحة التي طالبه بها جميع العقلاء، والبداية الصحيحة تكون مع فريق أولمبي لفريق كبير، أو مع فرق الوسط في الدوري السعودي أو الخليجي، وهنا نجزم بأنه سينجح، بشرط توفر الشروط الكاملة لنجاحه في الفريق الذي يدربه، أما في استمراره كمدرب مع الفرق الكبيرة والمسلط عليها الأضواء، فلن ينجح لعدة أمور، منها عدم نضوجه كمدرب، ومحاربة بعض الإعلام والوسط الرياضي له، وتصيد أي خطأ عليه.
وإن اعتذر سامي عن إكمال مسيرته كمدرب، فإن المستقبل ينتظره، فسامي نجح كإداري نجاحاً باهراً لا يمكن تجاهله، والكرة السعودية تحتاج لمثل سامي يحمل فكرا كبيرا في الجانبين الفني والإداري، والتخطيط لمستقبلها، فالأجيال القادمة من اللاعبين تحتاج لـ«قدوة» ومن غير سامي الجابر بإنجازاته العالمية والآسيوية والعربية والخليجية والمحلية يستحق أن يكون كذلك...!؟