سعد الدوسري
نشاهد يومياً، على القنوات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي، إعلانات تجارية عن منتجات استهلاكية أو خدماتية، لا تتلاءم معظمها مع أخلاقيات مثل هذه المهنة، أو مع ذائقة المشاهدين. ودوماً نفكر بجهة ذات سلطة رسمية، بمقدورها إيقاف أي إعلان من هذه الشاكلة، فليس صحيحاً أن يكون صاحب المنتج هو من يملك القرار الأول والأخير، في تحديد محتوى وطريقة إخراج الإعلان. نعرف أن هو من سيدفع التكلفة، ونعرف أن معظم شركات الإعلان بعيدة عن واقعنا وأنماط تفكيرنا، وأنه لا يهمها سوى الربح، لكن هذا لا يبرر وجود إعلانات مستفزة أو صادمة، كتلك التي تستغل كبار السن أو الأطفال أو ذوي الاحتياجات الخاصة، أو تلك التي تهين هوية المكان أو بيئة المكان.
إن الاتجاهات الغربية في صناعة الإعلان التجاري، تعتمد على الجانب الخلاّق والمدهش والجاذب، سواء في الفكرة أو في التصوير والإخراج. وهناك توزيع أدوار للفرق المشاركة في إنتاج الإعلان الواحد؛ هناك فريق للأفكار، وفريق للكتابة، وفريق للسيناريو، وفريق للعمليات الفنية. وقد يصل عدد العاملين إلى عشرات الأشخاص، وربما كل فريق يعمل في مؤسسة مختلفة، لكنهم في النهاية تحت مظلة واحدة، ينتجون عملاً واحداً. وبعد أن يقدموا العمل للتاجر صاحب القرار في قبوله أو رفضه، فإنه لا يتخذ القرار منفرداً، بل بعد اجتماعات مطولة مع المختصين في هذا المجال، كل في اختصاصه. ولذلك، نلمح حجم التطور في صناعة الإعلان الغربي.