د. محمد عبدالله الخازم
أبسط معادلة للتطوير تتمثل في الاطلاع على مايفعله العالم وبالذات المتقدم منه ومحاولة دراسته و الاستفادة منه. لا داعي لاختراع العجلة في كل عملية تطوير بمعزل عما يحدث في العالم. عندما أطلعت على التقويم الجديد للتعليم والذي أعدته بالتأكيد وزارة التعليم، ومقارنته بنماذج عالمية متقدمة، بدا لي أننا بحاجة إلى الاطلاع على النماذج العالمية المتقدمة وتجاوز تبرير عزلتنا أو كسلنا بالخصوصية، المناخ، العبادات وغيرها. سبق أن كتبت حول قصر العام الدراسي في المملكة مقارنة بالدول الأخرى. لايوجد دولة متقدمة تعليمياً تمنح طلابها ومعلميها أربعة أشهر إجازة أو تصمم (ربما) تقويمها حول فكرة أحادية تتمثل في عدم وضع الاختبارات خلال شهر رمضان!
الدراسة في المملكة المتحدة تبلغ 38 أسبوعاً، وفي اليابان تقسم الدراسة إلى ثلاثة فصول تتجاوز مدرتها 40 أسبوعاً وفي أستراليا متوسط الدراسة 40 أسبوعاً وفي الصين 35 أسبوعاً وفي الولايات المتحدة 36 أسبوعاً. ليس ذلك فقط، بل إن تلك الدول لديها برامج صيفية تعليمية وترويحية ومهنية بما في ذلك عمل الطلاب وأخذهم مواد مكملة في الصيف. أما في المملكة فالدراسة تبلغ 30 اسبوعاً في العام فقط، أي أن مجمل الدراسة لا يتجاوز 58% من أسابيع السنة، وإذا حسبناها بالأيام الفعلية فهي 150 يوماً من 360 يوماً أي أقل من نصف السنة. بالمناسبة وزارة التعليم أعلنت جدولها بالإشارة إلى أن عدد الأسابيع 15 أسبوعاً للفصل وأيام الدراسة 167، ربما الأيام الإضافية مخصصة للاختبارات. والباقي فراغ ممل ليس فيه دراسة إضافية أو برامج ترويحية أو أعمال تطوعية أو موسمية، تذكر. طبعاً وبعد الإجازة الطويلة تكون العودة للدراسة أمراً مرهقاً ذهنياً واجتماعياً لأبنائنا وبناتنا الطلاب والمجتمع بصفة عامة، وبالتالي فإنه طبيعي حدوث فترة غياب وضياع متوقعة وحتمية في بدايات الدراسة.
أكرر المطالبة بزيادة فترة الدراسة في المملكة والاكتفاء بشهري إجازة فقط، كما أطالب بفتح المدارس فترات الصيف وتدريس بعض المواد وخصوصاً لطلاب الثانوية وكذلك إضافة منهج أو برنامج للخدمة المجتمعية، قد يؤديها الطالب في فترة الصيف. بحيث يشترط على كل طالب ثانوي أن يقضي مالايقل عن 40 ساعة خدمة مجتمعية يؤديها في أي عمل مجتمعي أو تطوعي. أعلم أن إضافة ساعات النشاط أزعجت البعض، و قد تستنكر فكرة إطالة العام الدراسي، لكن هذا مطلب تعليمي وتربوي. أقترح أن يتم بالتدرج على مدى عدة سنوات بحيث يضاف أسبوعين كل عام، لنصل للمعدل المطلوب. وفي التقويم الدراسي أقترح تطبيق فكرة أيام التطوير المهني، بحيث يكون هناك يوم كل شهر (الخميس أو الأحد) مخصص للهيئة التعليمية بالمدرسة للقيام بالبرامج التطويرية لهم داخل المدرسة أوخارجها، ويكون ذلك اليوم إجازة للطلاب. يتولى قائد المدرسة بإعداد برنامج تطوير مهني - خلال الأيام المهنية- يخص مدرسته بدعم من إدارة التعليم إذا احتاج الأمر. قد يشمل اليوم المهني اجتماعا عاما للهيئة التعليمية بالمدرسة لمناقشة أبرز القضايا والمواضيع التي تهم المدرسة. وقد يشمل استضافة خبراء أوتقديم مشاركات و محاضرات ومناقشات من قبل المعلمين أنفسهم...إلخ.