م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
عصرنا اليوم هو عصر الاتصال.. حيث انتقل فيه الإعلام من سلطة رابعة إلى سلطة أولى.. واعترفت بأهميتها واستحقاقها بقية السلطات.. وكأس العالم فرصة كبيرة ومهمة لتقديم أنفسنا للعالم بالصورة التي نرغب أن يرانا عليها من خلال الاستفادة من سلطة الإعلام التي يتيحها كأس العالم لنا.. والمدخل إلى بناء الصورة هو شعار (أيقونة) المنتخب.. ولعلي بعدها أتطرق إلى بقية عناصر تكوين الصورة.. واسمحوا لي من موقع المتخصص أن أبدي بعض المقترحات:
1. أقترح أن يكون شعار منتخب المملكة في كأس العالم القادمة مستمداً من روح زمن الحدث أي زمن التحول.. وروح موقع الحدث وهي روسيا.. وأخيراً روحنا نحن كسعوديين أولاً ثم كعرب مسلمين آسيويين عالميين ثانياً.
2. أرى ألا يكون شعارنا مُقَلِّداً لشعارات أجنبية.. وأن يكون رامزاً لحضارتنا العربية والإسلامية وافتخارنا بها دون زهو مستفز.
3. دعونا من التصاوير الكرتونية.. وأقصد بالكرتوني الرسومات المصاحبة مثل شكل الثوب أو العقال أو الصقر أو البعير أو الحصان.. فهذه مناسبة عالمية سوف تتيح لنا مساحة إعلامية ممتازة على مستوى العالم.. وبالتالي لا بد أن يكون للشعار رسالة يستطيع أن يفهمها ويقدرها العالم - كل العالم - وهذه لا بد أن تكون رسالة مستقبلية.
4. الإعلام في كأس العالم حتماً سوف يعطي المنتخب السعودي مساحة أكبر مما هو متاح للمنتخبات المشاركة الأخرى ممن هم في مستواه .. هذا الإعلام لن يستطيع تجاهلنا مهما كان أداؤنا.. بل إن المعادي منه (وأكثره معادٍ) سوف يركز على إظهار كل ما لا يسر.. ابتداءً من الشعار وانتهاءً بالفوز أو الخسارة مروراً بتصرفات كوادرنا الوطنية المشاركة في ذلك المحفل العالمي.. فما هي التصرفات والسلوكيات التي يجب الالتزام بها للظهور بصورة إيجابية للعالم.. وما هي الرسالة التي نود توجيهها لهم؟
5. نفس السؤال السابق يجب طرحه لو حدث أمر طارئ.. مثلاً: لو فزنا في مباراة الافتتاح على أحد المنتخبات العريقة أو تلقينا هزيمة كهزيمة ألمانيا لنا في مونديال (2002م)؟
6. ختاماً.. بناء الصورة أمر في غاية الأهمية ولا يجب تركه للظروف والصدف.. بل لا بد من عمل محترف يخدم أهدافنا ويعكس صورة متحضرة لشعبنا ومملكتنا الحبيبة.. وهذا أمر لا يُحسن القيام به إلا المتخصصون.