محمد سليمان العنقري
عقدت شركة أبل مؤتمرها المعهود عند إطلاق منتجاتها الجديدة والذي أصبح مناسبة يتابعها الملايين بمختلف أنحاء العالم فقد حولت هذه الشركة باخترعاتها المبهرة العالم لقرية صغيرة ومن خلال الهاتف الذكي استطاعت أن تخدم البشرية بتوليد عشرات الملايين من فرص العمل وأعطت فرصاً للمبدعين لتصل ابتكاراتهم لكل أنحاء المعمورة من خلال التطبيقات الذكية والتي بيع بعضها بحوالي 20 مليار دولار مثل تطبيق « الواتس اب»
فمؤتمر أبل لم يعد مجرد إعلان عن منتجات حديثة أو مطورة بل بات ينافس بمتابعته والاهتمام به ما كان يشغل الناس بالمتابعة كخطابات رؤوساء الدول الكبرى ، أو المناسبات الرياضية كمباريات أفضل الأندية العالمية بكرة القدم ، بل إن ما شهده المؤتمر الأخير من متابعته بالنقل المباشر ومناقشة واسعة لمنتجات ابل بوسائل الإعلام كان مبهراً لأنه فاق ما يتزامن مع خطب وأحداث سياسية عالمية كازمة كوريا الشمالية مع جيرانها ومع الولايات المتحدة الأميركية ، مما يدلل عن مدى تاثير هذه الشركات بحياة الناس من خلال ماقدمته من تكنولوجيا غيرت كثيراً في عاداتهم وسلوكهم وتعاملاتهم وسهلت الكثير من الأعمال وكذلك واجبات التواصل الاجتماعي فجعلها كل ذلك أقرب للناس من اهتمامات كثيرة كانت تشغلهم.
فشركة أبل التي افتتحت مقرها الجديد في مؤتمرها الأخير قبل أيام في مدينة كوبرتينو في ولاية كاليفورنيا والذي بلغت تكلفته 5 مليارات دولار ، يبلغ عدد موظفيها حوالي 80 ألفاً وحجم أصولها يتخطى 320 مليار دولار أما مبيعاتها فوصلت العام الماضي إلى 215 مليار دولار وأرباحها 45 مليار دولار وقيمتها السوقية تقارب 820 مليار دولار أي أعلى من القيمة السوقية لكل أسواق الخليج المالية ، أما احتياطياتها النقدية فتصل إلى أكثر من 250 مليار دولار ولو صنفت كدولة فتكون بالمرتبة العاشرة عالمياً أي أن احتياطياتها النقدية أعلى من حوالي 178 دولة حسب بعض الإحصاءات والدراسات ، فبقسمة مبيعات الشركة على عدد موظفيها يكون متوسط إنتاجية كل موظف 2،7 مليون دولار سنوياً وهو رقم ضخم جداً يوضح سبب بلوغ هذه الشركة لأعلى قيمة سوقية في العالم وكذلك سبب قوة تأثيرها بحياة كل فرد عالمياً من خلال اختراعها للهاتف الذكي وما تبعها من تطوير وفتح آفاق لتطبيقات تستخدم من خلاله وكذلك لحاق الكثير من شركات التكنولوجيا بأبل بإنتاج أجهزة ذكية فأبل تعبر بعمق ووضوح عن مفهوم اقتصاد المعرفة وما يدره من دخل كبير وتوظيف أمثل للكوادر البشرية ورفع إنتاجيتها
عدد أجهزة آيفون التي باعتها الشركة منذ إطلاقه قبل عشرة أعوام 1،2 مليار جهاز مما يقارب عدد أكبر دولة بعدد السكان « الصين « ولذلك لم يعد غريباً أهمية ما تعلنه ابل في مؤتمراتها التي تطلق بها منتجاتها لكن ما يحظى به مؤتمرها من متابعة وتحليل ونقل وتأثير على حركة أسواق المال والقطاعات التي تخدم صناعة الجوال يشكل ظاهرة تفوق الشركات المتعددة الجنسيات والعابرة للقارات بتأثيرها واهتمام عالمي بما يقوله تنفيذيوها وما تعلنه على خطب ساسة وقادة دول كبرى بل وأحداث رياضية كبيرة فالارتباط الذي أوجدته أبل مع كل فرد بالعالم بما قدمته من منتج سهل له حياته وأوصله بالعالم بسرعة ويسر كبيرين حقق لها هذا التفوق وباتت جزءا أساسيا من حياة غالبية سكان العالم.