هدى بنت فهد المعجل
ولي وطن كمثل النفس غال
فلا نرضى سواه ولن نبيعا
د. جمال مرسي
* * *
* وطن: جُمِع أوطان.
* وطن: مكان إقامة الإنسان ومقره، ولد فيه أم لم يولد.
* وطنِّي: من يحب وطنه ويخلص له الود والتضحية.
* وطنيّة: إخلاص الحب والتضحية للوطن.
* * *
جرِّب أن تغادر من تحب، ثم قسْ عمق حبك له..
شوقك إليه..
حاجتك..
ووجع سياط الوحدة.. وهالة الفراغ في صدرك الرحب به، ومعه..
ثم جرِّب أن تغادر وطنك!!
وقارنْ بين حنينك لمن تحب، وحنينك للوطن!!
بعدها قف على أبيات (محمد مهدي الجواهري)
شممت تربك أستاف الصبا مرحا
والشمل مؤتلفاً والعقد مؤتلقا
وسرت قصدك لا كالمشتهي بلداً
لكن كمن يشتهي وجه من عشقا
* * *
لم أستطع الوقوف على السر في تشبيه (الجواهري) لحظة قصده للوطن (كالمشتهي وجه من عشق.. لا كالمشتهي بلداً)!!
هل ليعمِّق الإحساس فينا تجاه الوطن.. ويوطّد عشقنا له؟؟!!
حب الوطن لا حدود له.. ولا دوافع تحرِّض عليه.
أظنه حباً فطرياً تأصَّل مع أول صرخة سرت منا، مع الخروج للحياة.
* * *
شممت تربك لا زلفى ولا ملقا
وسرت قصدك لا خبا ولا مذقا
وما وجدت إلى لقياك منعطفاً
إلا إليك وما ألفيت مفترقا
نحن من الوطن، إليه..
منه أتينا، وإليه نعود..
تفتّق فينا الشوق عن حب..
والوله عن عشق..
ارتدى الوفاء - فينا - حلّة التفاني وعزم على المضي قدماً في دروب الوطن متأبِّطاً تضحية وفداء.. وذوداً وحمية.
مضينا مدركين أن تغيير الهوية الوطنية، واستبدالها بهوية أخرى، بيع للوطن.
استبدالها بهوية اقتصادية أخرى، أو مالية!!
* * *
قمْ للوطن وادفع دماك له ثمن
واطرح بعيداً كل أسباب الوهن
فالموت أهون من غبار مذلة
فلرب ذل دام ما بقي الزمن
(الدكتور - عبد العزيز الرنتيسي) لم يتوان عن شحذ الفداء، واستنهاض الهمم في نفس المواطن الفلسطيني للذود عن وطنه، أو إرهاب العدو بحجارة أقضت مضاجعهم واستعبدتهم.. وقد قرأنا سور الفداء، وتلونا سفر الذود في أعين بواسل دافعوا عن حِمى الوطن وأمنه وممتلكاته بما جادت به أرواحهم، ودماؤهم ضد فئة باغية تحارب الله ورسوله والمسلمين.
فئة لم تنهض في أنفسهم مشاعر الوطنية، ومعنى الوطن حينما خططوا، ونفذوا، وأقضوا، وزعزعوا.
لم تنفجر فيهم ينابيع الحب للوطن..
والوفاء له..
والدفاع عنه..
لم يشتعل لديهم شوق إليه كاشتعاله لدى الشعراء، ولدى (د. جمال مرسي..)
شوقي إليك أيا بلادي دافق
والقلب في بحر الصبابة غارق
لك مهجتي تسري وكل جوارحي
والفخر لي أني محب وامق
حق لنا، وعلينا أن نفخر بحب الوطن..
وأن نرفض كل باغٍ متجبرٍ يرتِّب لضعضعة أمن المملكة، ونتف الأمان من ذقن بيوتاته، وعن صدور ساكنيه..
كما وحق علينا أن نوقد فتيل الرفض وننازع الموت لأجله.