أمل بنت فهد
شريفة كغيرها من عشاق السيادة والهيمنة.. ظنت بأن الشرف مجرد عباءة قادرة على ستر العيوب.. وانعدام الشرف.. والتشوهات.. والمقاصد الدنيئة.. دأبت على مضايقة جيرانها.. وجيران جيرانها.. وإثارة الفتن باسم الحرية والعدل.. والخلاص الكبير من العبودية.. خطتها لم تخرج عن سياقها.. تبدأ ببث سمومها في المحبطين.. والفشلة.. والعاجزين عن إحداث تغيير في بيوتهم.. ضخمت مشاكلهم وضخت فيهم الغضب.. وأمنت لهم أدوات الثورة.. وأعطتهم الوعود الكبيرة.. بفجر العدالة والإصلاح.. وفي ساعة الفوضى وانقلاب الناس على بعضها.. نشرت بينهم القناصة المأجورين.. ليضيع الدم المسفوح غدراً بين الجار والجار.. ويحتقن الثأر ويصل إلى مداه.. وفتحت للفوضى ألف باب وباب.. وانتعشت في ظلها تجارة الفساد.. وتجارة البشر.. وتجار الأسلحة.. والعصابات.. فكل حرب داخلية لها تجارها.
شريفة لا تهدأ ولا تترك فرصة إلا وتحشر نفسها في قلب المشاكل.. لأنها تشعر بقوتها حين تشاهد صنيعها الدموي.. وقدرتها على تدمير العلاقات الإنسانية.. إلا بيتها.. فإنها تقوده بالنار والحديد.. وأهله مقموعين أبداً.
فضائح شريفة مزقت عباءتها.. وتساقطت شعاراتها.. وانكشفت أوراقها.. لذا كان لزاماً عليها أن تستعين بالدمى التي ملكتها يوماً ومن ثم استعبدتها.. وفي محاولة يائسة لترقيع ما انكشف منها أمرت دميتها التي فُضح أمرها.. أن تعيد وتكرر.. أن شريفة.. قسماً شريفة.. وهكذا دون توقف.. لكن غاب عنها أن الشرف ليس شعارات.. وأيقنت أن حراكها الدموي حين نجح في أماكن.. بات في مكان ما.. حراك البطيخ.. شريفة تعرت تماماً.. والسؤال المنتظر.. بعد فشلها الكبير.. هل ستغير شريفة قضية الشرف.. وتبحث عن شعار آخر.. بعد أن استنفذت كل خططها وفرقعاتها؟
ربما تُغير هويتها من شريفة إلى عفيفة.. أو اعتدال.. أو خيرية.. لتكسب شيئا من تعاطف.
وأغلب الظن أنها ستفكر في مسرحية كبيرة.. تشبه الانقلاب.. لتقنع جيرانها أنها كانت ضحية سوء التدبير.. وأنها تائبة منيبة.. بصفحة جديدة.. وربما ينخدع لها البعض.. لكنها أبداً لن تتوب.
ويقال إن الدمية ستفعل مثلها.. لكنها أيضاً لن تتوب.. وكل تكتيك جديد يخفي خلفه نية غادرة.