غسان محمد علوان
تلاحقت القرارات التي تصدرها الهيئة العامة للرياضة منذ تولي معالي الاستاذ تركي آل الشيخ رئاستها، التي تزامنت مع تأهل منتخبنا الوطني لنهائيات كأس العالم 2018 التي ستقام بحول الله في روسيا. هذا التسارع في إصدار القرارات الذي يختص بالمنتخب في المقام الأول، مردّه الرغبة في عمل كل شيء قبل أن نجد أنفسنا في معمعة المونديال، وهذا هو الهدف الأساس لكل رياضيي هذا البلد المبارك. ففي هذه الحالة فقط، نتفهم ضرورة سرعة القرار. أما فيما سواها، فالأسلم أن تأخذ الأمور مجراها الطبيعي من مراجعة وتدقيق ونقاش. وقرار إلغاء لجنة توثيق البطولات وشطب نتائج عملها، لا يستدعي قرارًا سريعًا قاطعًا بهذا الشكل. فالتوثيق وإن لم تعجب نتائجه البعض، فهو قد أرسى قواعد مهمة نستطيع من خلالها التعديل والتنقيح والإضافة والحذف. كان من السهل جمع كل اعتراضات الأندية (المنطقية) وتشكيل لجنة مراجعة تراجع عمل لجنة التوثيق وتناقشهم في آلية عملهم ونتائجهم التي خلصوا إليها، بدلاً من إهدار جهدهم وعملهم دون أي مقدمات. فكثير من الاعتراضات لم ترتكز على واقع نتائج البحث أو آلية الخلوص لتلك النتائج، بل تطرقت إلى الأشخاص وأعمارهم وتغريداتهم وميولهم. وهذا أبعد ما يكون عن الاعتراض المنطقي أو النقد الصحي الذي يهدف إلى عمل أكثر اكتمالاً، بل هو مجرد تنفيس لبعض المحتقنين الذين لا يرون لأي منافس أحقية في أي منجز له. ويرون كامل الأحقية في تدوين كل شاردة وواردة، حتى وإن كانت بطولات سداسية ودية. ففي نص الخبر الصحفي وردت جزئية مهمة جدًا وهي: (أن هذا الأمر سيترك للأندية الرياضية وفقًا ما لديها من سجلات وما ستعتمد عليه من توثيق تاريخي لبطولاتها ومشاركاتها في كافة الألعاب، كما أنه يمكن للاتحادات الرياضية أن توثق ما تراه مناسبًا لأي بطولات أو مشاركات خاصة بها). هذه الجزئية بالذات هي فتح لباب كبير من التراشق والادعاءات بين الأندية، ولم تلزم الاتحادات الرياضية بتقسيم مستويات البطولات التي تشرف عليها من بطولات رسمية وودية وفئات سنية مختلفة. (حراج البطولات) سيعود مجددًا في الصحف والقنوات والإذاعات ووسائل التواصل الاجتماعي بعد أن ارتحنا منه لفترة ليست بالطويلة، فمتلقي القرار ليسوا بالضرورة على نفس مستوى الوعي الذي يملكه صاحب القرار. فحتى وإن كانت نية صاحب القرار تهدئة الأمور وخلق أجواء تنافسية أكثر صحية، فجميعنا يعي أن البعض لا يستطيع التنفس أوالعيش دون ضوضاء وضجيج.
العمل التكاملي في شتى الجوانب الرياضية هو الحدث الأجمل والأكثر نفعًا على رياضتنا، فلسنا بحاجة لإعادة اختراع العجلة بعد أن أتقنا السير وبكل براعة بها.
خاتمة:
سلامٌ على الدنيا إذا لم يكن بها
صديقٌ صدوقٌ صادق الوعد منصفًا
- (الشافعي)