الجزيرة - سعد العجيبان:
انتفض عقلاء آل ثاني ضد سياسة "تنظيم الحمدين" العدائية، حيث أعرب الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني عن أمله في استجابة الأسرة الحاكمة والأعيان في قطر لدعوة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني لعقد اجتماع عائلي ووطني لبحث حلول الأزمة، مؤكداً دعمه للاجتماع.
وأضاف الشيخ سلطان بن سحيم في بيان له: كلي ثقة في حكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وقادة الدول الأخرى ومحبتهم لنا، وقال: دورنا اليوم التنمية والتضامن لتطهير أرضنا.
وأعرب بن سحيم عن تخوفه من أن يرتبط اسم القطري بالإرهاب.
وأضاف قائلاً: منذ ظهور الأزمة لم أعد أحتمل البقاء في أرض بدأ الأغراب يتدفقون فيها ويجوبونها برائحة المستعمر، ويتدخلون في شأننا بدعوى حمايتنا من أهلنا في السعودية ودول الخليج العربي، الذين نُعتبر امتداداً لهم، وهم الحضن لنا جميعا، بينما نحن أحفاد جدنا الهمام الشيخ جاسم ورجاله المخلصين الذين أسسوا هذا الكيان العظيم.
سابقة في النبذ
وفيما يلي نص البيان الذي ألقاه الشيخ سلطان بن سحيم من مقر إقامته في باريس: "تعلمون جميعاً أن الوضع اليوم صعب، ولم يسبق لأهلنا في الخليج العربي وأشقائنا العرب أن نبذونا هذا النبذ، وأغلقوا دوننا كل باب، بسبب أخطاء فادحة في حقهم وممارسات ضد وجودهم، استغلها البعض باسمنا ومن خلال أرضنا وأدواتنا وهم أعداء وخصوم لنا، بسبب سياسات الحكومة وتوجهاتها التي سمحت للدخلاء والحاقدين بالتغلغل في قطر وبث سمومهم في كل اتجاه حتى أوصلونا إلى حافة الكارثة.
تطهير أرضنا
وإن دورنا اليوم التضامن لتطهير أرضنا منهم، والاستمرار في التنمية التي ترفع اسم "قطر" عاليا وتزيد دورها الحضاري وقيمتها الإنسانية، وأن نكون صفاً واحداً لتبقى بلادنا الحبيبة محصنة من الإرهاب وأهله، وبعيدة كل البعد عن تنظيماته، فو الله إنني أخشى يوما لا يذكر فيه القطري إلا وكان ارتباط الإرهاب به ثابتا، وإنني أخشى يوما يعافنا فيه كل بلد ويشك في توجهنا كل أحد، فضلا عن قطيعتنا مع جيراننا وأهلنا.
رائحة المستعمر
أنا أُقيم اليوم في باريس، فمنذ ظهور الأزمة لم أعد أحتمل البقاء في أرض بدأ الأغراب يتدفقون فيها ويجوبونها برائحة المستعمر، ويتدخلون في شأننا بدعوى حمايتنا من أهلنا في السعودية ودول الخليج العربي، الذين نعتبر امتدادا لهم، وهم الحضن لنا جميعا، بينما نحن أحفاد جدنا الهمام الشيخ جاسم ورجاله المخلصين الذين أسسوا هذا الكيان العظيم.
حاضنة للمفسدين
ووالله إنه يحزنني أن يكون الذكر في هذه الأزمة كلها للتنظيمات الإرهابية واحتضانها وانتشار الجماعات المخربة بيننا والتدخل في شؤون الآخرين وتخريب استقرارهم وأمنهم، وكأن دوحتنا مجرد حاضنة لكل المفسدين والضالين ومنبر يخدمهم وثروات تعمل من أجل مصالحهم، بينما هم أول من يهرب لو ضاقت بنا الدوائر فلا يهمهم سوى الاستغلال والتلاعب ولن يعنيهم شأننا فليس لهم جذر لدينا ولا أسرة ولا أهل، دون ذكر كراهيتهم المتأصلة لأهل الخليج عموما وليست قطر استثناء.
من العار
لكن من العار أن تكون مطية للأعداء ومن ثم ضحية لهم وأن يستخدموها سلاحا يضربون به أهلها وعزوتها وتاريخها وكل وجودها.
وإنني في هذا السياق أدعم كل دعوة للاجتماع، آملا من جميع أفراد الأسرة الحاكمة والوجهاء والأعيان التفاعل معها حتى نكون يدا واحدة وعينا يقظة ترعى قطر من غدر الخائنين وتحصنها من كيد الحاقدين، وكلي ثقة بحكمة الملك سلمان وقادة الدول ومحبتهم المتأصلة لنا، ووقوفهم إلى جانبنا، لعل الله يجعل منا صلة سلام تعيد الأمور إلى نصابها وتصحح كل خطأ وتطرد كل الكوابيس التي أشغلت أهلنا وأحالت حياتهم خوفا مستديما وترقبا مريرا".
المعارضة
في غضون ذلك أكد المتحدث باسم المعارضة القطرية خالد الهيل، أن القادم أكبر، وذلك في معرض تعليقه على بيان الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني الذي أعلن رفضه لسياسة النظام القطري وعزمه المشاركة باجتماع وطني لتصحيح الأوضاع.
نوحد الصفوف
وقال الهيل في تغريدة على حسابه في "تويتر": ترقبتم بشغف فهل عليكم سعادة الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني شيخ الكرم والأخلاق بيض الله وجهه.. والقادم أكبر سنوحد الصفوف رغما عن أنف الحمدين.
الرباعية العربية
وفي نيويورك، عقد وزراء خارجية الدول الداعية لمكافحة الإرهاب "المملكة والإمارات والبحرين ومصر" اجتماعاً على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، جددوا فيه التأكيد على الاستعداد الدائم للحل السياسي للأزمة مع قطر، على أن تلتزم قطر بتنفيذ المطالب الـ13، وعلى العمل على تحقيق الأمن القومي للمنطقة العربية.
وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، صرح بعد لقائه بالأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس في نيويورك، أن حل الأزمة مع قطر بيد الدوحة نفسها، وأنها بدأت بسبب عدم التزام قطر بوقف دعم الإرهاب والتدخل بالشؤون الداخلية لدول المنطقة.
انتفاضة العقلاء
من جهته علق المستشار في الديوان الملكي والمشرف العام على مركز الدراسات والشؤون الإعلامي سعود القحطاني في تغريدة على حسابه في "تويتر"، علق على بيان الشيخ سلطان بن سحيم وفي القاهرة بالقول: عقلاء وكبار آل ثاني ينتفضون ضد سياسة الحمدين العدوانية ويتكاتفون مع أعيان قطر الحبيبة.
ولي العهد الشرعي
وتابع القحطاني: والد الشيخ سلطان هو الشيخ سحيم بن حمد سليل جاسم المؤسس، وكان الشيخ سحيم هو ولي العهد الشرعي لخليفة والد حمد وتم اتهام قذافي الخليج باغتياله.
الرئيس المصري
من جهته أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في تصريحات له في نيويورك، أن الوقت حان للتصدي بفعّالية للأطراف الداعمة للإرهاب ودفعها لتحمل مسؤولياتها، وقال إن على قطر إظهار رغبتها في عدم الإضرار بمصالح الدول العربية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وذلك من خلال التجاوب مع مطالب الدول العربية الأربع.
ندوة حقوقية
على صعيد متصل، نجحت ندوة حقوقية شهدها مبنى الأمم المتحدة في جنيف، في تحويل الأضواء إلى واحدة من أهم القضايا الإنسانية قسوة، والمتمثلة بتهجير قطر للآلاف من أبناء عشيرة آل غفران من قبيلة آل مرة، حيث تمت إثارة هذه القضية على خلفية خطوة سلطات الدوحة الجديدة بسحب جنسية الشيخ طالب بن لاهوم و55 من أفراد عائلته من أبناء القبيلة ذاتها، فيما راهن اثنان من أبناء القبيلة خلال مشاركتهما في الندوة على دور الأمم المتحدة المحوري في هذه القضية، واضعين 5 مطالبات يجب تحقيقها لأفراد القبيلة.