د. ناهد باشطح
فاصلة:
((من يتردد بين مقعدين يقع أرضاً )) -حكمة انجليزية-
في ورقة عمل شاركت بها في منتدى المرأة والتحولات النفسية في الإعلام في مسقط، تحدثت عن أهمية ودور الإعلام الجديد في إبراز قضايا المرأة ولأن عنوان الورقة كان (البيانات الضخمة وما وراءها)
في جلسة عنوانها تأثير وسائل الإعلام الجديد على المرأة فإن الحديث استوجب التعريج على نقطة مهمة على الصحافيين الالتفات لها وهي أن الأدوات الحديثة للصحافي اليوم لا بد أن تتطور ولا بد أن يتعرف على التقنيات الحديثة التي تطور عمله.
على سبيل المثال هناك حاجة لتحليل البيانات الضخمة التي يعرفها الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) بأنها «مجموعات البيانات التي تتميز بأنها فائقة حجماً وسرعة أو تنوعاً، بالقياس إلى أنواع مجموعات البيانات المعهودة الاستخدام مثل البيانات التي تنتجها وسائل الإعلام الجديد مثل «تويتر، فيس بوك، وبرنامج الواتس اب».
لكن هذا التحليل لا يمكن أن يتم إلا عبر استخدام برامج معينة في الحاسب الآلي يتقنها المختصون في هذا المجال وبسبب الوقت والجهد والتكلفة الكبيرة التي تحتاجها البيانات الضخمة لتحليلها ومعالجتها اضطر التقنيون على الاعتماد على أنظمة الذكاء الاصطناعي، وهو أيضا مجال لا يهتم به كثير من الإعلاميين
وتبرز أهمية هذا التحليل للبيانات الضخمة من خلال إعطاء صاحي القرار القدرة على اتخاذ القرار بناء على معلومات دقيقة ومحللة بشكل علمي.
والواقع انه توجد إشكالية لدى بعض الإعلاميين الذين يتوقعون أن ممارسة الإعلام ترتكز على الجانب المهني بينما أجزم بأن الإعلامي إن لم يتطور تقنيا فإنه سيكون مثل الأمي في برامج الحاسب الآلي التي أصبح يتقنها الآن معظم الإعلاميين.
وبالتالي ستصبح تقنيات الإعلام من الأدوات الضرورية التي تساعد الإعلامي على إيصال رسالته الإعلامية.
وهذا ما يفعله ولكن بشكل محدود الشباب الذين درسوا الإعلام الإلكتروني ولكن يبدو أن أثرهم سيتطور أكثر إذا ما اتحدت جهودهم مع متخصصي برامج تحليل البيانات مما يطور المحتوى الذي برأيي إنه محور رئيسي في إتقان الرسالة الإعلامية.