رجاء العتيبي
ليس من المناسب أن تدخل وزارة التعليم في كل قضية يثرها كاتب ما، على اعتبار أن الكاتب ينطلق من وجهة نظر ورؤية خاصة به، فالذي يرى أن المعلمين لم يقوموا بواجبهم على الوجه المطلوب، فإنه في المقابل هناك من يرى أن المعلمين أدوا واجبهم وزيادة.
نصف مليون معلم ومعلمة لا يضيرهم رأي قيل في صحيفة ورقية أو في تغريدة إلكترونية طالما أن المسؤولين في وزارة التعليم يعملون بكامل طاقتهم معلمين وإداريين وتربويين، فهو في النهاية رأي قابل للنقاش وليس حقيقة مطلقة، وإعلامياً يطلق عليهم (كتاب رأي) وليس باحثين أو علماء متخصصين، فالرأي يظل رأياً لا يستوجب أي استنفار من المؤسسات التعليمية، يكفي التوضيح من (المتحدث الرسمي) إن استدعى الأمر ذلك، أو دعه يمر كغيره من الآراء ليس استخفافا بالرأي ولا بكاتبه، ولكن تأكيدا على حق الجميع في إبداء الرأي دون الدخول معه في عراك إعلامي.
إن كان (الرأي) قد تمادى وتعدى الخطوط الحمر ووصل حد (الاتهام، السخرية، القذف) فدع القضاء يأخذ مجراه، هذه النقاط الثلاث تستدعي رفع قضية، أما ما عداها فهو رأي من حق الجميع تمريره، ومن حق الجهة المعنية التعامل معه حسب ما تراه مناسباً، إن كان حقا تأخذ به، وإن كان تلفيقا تطرحه جانبا.
هناك من يفتعل مشكلات مع التعليم لأهداف بطولية، ويحاول أن يعمل (show ) لمزيد من الفلاشات والأضواء، ومنطقة التعليم أسهل مكان يمكن أن يمارس فيها مثل هؤلاء هوايتهم، هكذا نراهم لأننا نعرفهم عن قرب، والبحث عن الأضواء عالم من الجنون تفرج عليهم في تويتر تحديدا وسترى العجب العجاب، لم يسلم من ذلك داعية ولا كاتب ولا شاعر ولا لاعب ولا معلق ولا محلل رياضي.. يمكنك أن تنتج أفلاما بالمئات من كثرتهم هذه الأيام.
لا يخالجنا شك أن معالي وزير التعليم د. أحمد بن محمد العيسى ورفاقه في وزارة التعليم يعملون بكل طاقتهم، مخلصون في أداء أعمالهم ويملكون منجزات على أرض الواقع ولديهم برامج مستقبلية انطلاقاً من رؤية السعودية 2030، حققوا الكثير ولديهم الكثير، في حين ينجز المعلمون والمعلمات الكثير على مدار اليوم الدراسي، ففي كل دقيقة لهم أثر تربوي إيجابي على الطلاب والطالبات، فعملهم يقاس بالدقائق وفي نهاية العام يخرج أبنائي وأبناؤك وبناتي وبناتك بحصيلة من المعارف والمهارات والاتجاهات ما تجعلهم ثروة وطنية تكمل مسيرة النماء والخير لبلادنا.
ليس الوقت وقت جدل عقيم ولا بطولات وهمية ولا مزايدات كاذبة، الوقت وقت عمل وجد وتعاون، يكفينا من (الاحتراب) الاجتماعي ما تركناه خلفنا ونحن نسير باتجاه 2030 ، قل رأيك وامضِ ، اعرضه ولا تفرضه، إن كنت فعلا لا تبحث عن بطولة شخصية.