رقية سليمان الهويريني
ما أن يأتي ذكر للمرأة حتى يقترن باسمها الشقاء والهم والحزن والعذاب والضرب والإهانة، وضرورة تكبدها المعاناة مدى الحياة! برغم أن الله عزَّ وجل لم يقسم لها الخوف ولا الحزن قط، ورفعه عنها تكريماً لها كقوله تعالى: «فناداها من تحتها ألا تحزني» ومثلها «ولا تخافي ولا تحزني». بينما تشير بعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة؛ على إهانة المرأة وتشبيهها بالعورة مثل: (المرأة عورة فإن خرجت استشرفها الشيطان) وكذلك (المرأة تأتي على صورة شيطان) ومثله (للمرأة عشر عورات: فإذا تزوّجت ستر الزواج عورة وإذا ماتت ستر القبر التسع الباقيات) وهناك أحاديث تدخل الحزن لقلب المرأة مثل (إن أقل ساكني الجنة النساء وأكثر أهل النار النساء) ووصفها بالسفاهة (النساء سفهاء إلا التي أطاعت زوجها) وماذا لو كان زوجها سفيهاً؟!
وهناك أحاديث تؤصل العنف والاعتداء مثل:(لا يُسأل الرجل فيما ضرب أهله) أما حديث (استعينوا على النساء بالعري، فإن المرأة إذا كثرت ثيابها وأحسنت زينتها أحبت الخروج). فهو يتنافى مع قوله تعالى: «أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ».
ويأتي الحديث الصادم (والذي نفسي بيده لو كان من قدم الزوج إلى مفرق رأسه قرحة تنجس بالقيح والصديد، ثم استقبلته تلحسه ما أدت حقه) فكيف لفتاة حرة أبية أن تُقدم على الزواج وهي تتوقع أن يطلب منها زوجها لحس القيح؟!
ولا ريب أن المرأة يسكنها الحزن والكآبة حين توضع مع الحيوانات وفي مكان الشؤم وسوء الطالع مثل حديث (إذا كان الشؤم في شيء؛ لكان في المرأة والدار والفرس) وأنها تقطع الصلاة مثل الكلاب والحمير (يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب). ووضعها في مكانة العبيد والخدم (إذا تزوّج أحدكم أو اشترى خادماً) وتشبيه الزواج بالرق (إنما النكاح رق فلينظر أحدكم أين يرق عتيقته) والله يقول «مودة ورحمة». كما يمنعها من التصرف في مالها مثل حديث (لا يجوز عطية امرأة في مالها إلا بإذن زوجها).
وهذه الأحاديث تقلل من شأن المرأة ومكانتها، مما يتطلب من الراسخين في العلم إعادة تخريج الأحاديث، فلا ثمة تعارض إطلاقاً بين قول الله تعالى مع حديثه صلى الله عليه وسلم!
وطالما أن الله جلَّ شأنه يراعي مشاعرها «كي تقر عينها ولا تحزن» فِلمَ تؤذى المرأة وتُجرح وتهان باسم الدين العظيم؟!