عبدالله العجلان
تحت عنوان ( لا غنى للاتحاد عن الهيئة ) كتبت هنا منتصف الشهر الماضي، عن أن هنالك نظرة خاطئة وسائدة وغير واقعية، ترى عدم ارتباط هيئة الرياضة باتحاد الكرة، وأن الأخير لابد أن يكون مستقلاً بالكامل ولا يكون له أية علاقة إدارية أو تنظيمية أو مالية بالهيئة، وقلت إن هذا الأمر قد يكون صحيحاً ومعمولاً به في دول أنديتها لا تقع تحت مظلة ومسؤولية الدولة، أو أن تكون فرق كرة القدم في أنديتها لها صفة إدارية ومالية رسمية تحمل اسم النادي، لكنها مستقلة تماماً عنه في سائر الإجراءات والتوجهات والقرارات..
بالنسبة لنا وبحسب واقعنا وظروفنا واهتمام الدولة رعاها الله بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين بالرياضة والشباب، وبكرة القدم تحديداً بحكم شعبيتها وتفاعل المواطنين معها بكل فئاتهم وأطيافهم ومع نتائجها وخصوصاً المنتخب الوطني، فإن دور الهيئة يبرز بشكل أكبر وأكثر تأثيراً إيجابياً طالما أن الهدف منه الدعم والتحفيز والمؤازرة الرسمية، وهذا ما نراه حالياً بوضوح وبحماس شديد من معالي رئيس الهيئة العامة للرياضة الأستاذ تركي آل الشيخ، والذي جسّد أهمية وقيمة الهيئة كجهة معنية ومهتمة بتطوير الرياضة السعودية والارتقاء بها تنظيماً وممارسة ومنافسة.
الهيئة بثقلها الحكومي الرسمي وحجم مسؤولياتها، ستكون مصدر دعم وقوة لاتحاد الكرة والاتحادات الرياضية الأخرى، وللمعلومية مثل هذه المواقف تجاه المنتخبات أو الأندية حينما تمثل الوطن في المشاركات الخارجية لا تسمّى تدخلاً كما يردد البعض، وإنما يكون في حالة تدخلها المباشر وغير المباشر في أعمال وقرارات اتحاد الكرة ولجانه وجمعيته العمومية.
الاستقرار سر التأهل للمونديال
غير نجاحه مع المنتخب في الوصول إلى كأس العالم بعد غياب 12 عاماً، فإنّ أبرز ما صنعه مدرب منتخبنا السابق الهولندي فان مارفيك، يتمثل فيما ذكره في سياق تصريحه الأخير للإعلام الهولندي، حين قال إنه تلقى اتصالات من لاعبي المنتخب السعودي يطالبونه بالاستمرار في تدريب الأخضر، ما يعني أنه نجح في إيجاد أجواء رائعة وبيئة صحية وعلاقة ود واحترام وتفاهم بينه وبين اللاعبين، وهذه مجتمعة أنتجت التناغم والتجانس وروح الفريق الواحد، وأكد ذلك رئيس اتحاد الكرة عادل عزت، حيث أشار إلى أن لاعبي الأخضر يقدرون ويحبون مدربهم مارفيك حتى وهو يؤدي عمله بحزم وانضباطية..
ما تقدم يكشف لنا سبب حرص وإصرار مارفيك على استقرار قائمة المنتخب طيلة فترة عمله، على الرغم من أن الكثيرين، وأنا منهم، كنا نطالبه بضم وإبعاد لاعبين في بداية التصفيات، إلا أنه ظل متمسكاً بقناعاته حتى آخر مباراة أمام اليابان، وشخصياً كنت ومازلت أرى أن الاستقرار لسائر مكونات أية جهة أو مؤسسة أو نادٍ أو فريق هو العامل المهم لتحقيق أفضل النتائج، ولأن هذا يتطلب الصبر والوقوف في وجه الضغوط الجماهيرية والإعلامية، نجد أن الأغلبية يخفقون في التعامل معها ويستسلمون لها، لهذا يتكرر ويتسارع التغيير في الأفكار والأدوات، وينتقلون من دوامة إلى أسوأ منها.
لكل الأندية والمنتخبات، استفيدوا من فكر وأسلوب عمل المدرب مارفيك، اجعلوا استقراركم إدارياً وفنياً منهجاً وهدفاً رئيسياً لكم، لا تتأثروا وتتجاوبوا مع الآراء العاطفية وردود الأفعال الانفعالية، أمضوا في خططكم وبرامجكم بلا منغصات وإحباطات وتدخلات، امنحوا الإداري والمدرب واللاعب الفرصة الكافية لإثبات وجوده وتوظيف مهاراته وإمكاناته وتطبيق أفكاره.