كوثر الأربش
من منا لا يذكر معلمًا واحدًا على الأقل، ترك في تطوره الفكري بصمة؟
عنّي، لن أنسى كل معلمة أضاءت في رأسي فكرة، تلك الأفكار التي تحولت اليوم إلى درجة من درجات السلم الذي أحاول ارتقائه نحو الوعي.. أنتم كذلك، متأكدة أنه هناك معلم واحد على الأقل لا تنسونه.
ألا يستحق هذا أن نعيد النظر في تعاطينا الإعلامي والاجتماعي والوظيفي مع المعلم؟ بدءًا، دعوني أسأل:
- مالذي نقل المعلم من «وفّه التبجيلا» إلى مادة دسمة للنكتة يتداولها الصغار والكبار أيضا؟ إلى وظيفة يتعلق بها الغريق في كومة الديون أو العوز؟
- من أسقط المعلم من حامل رسالة، إلى حامل «مسؤولية كل أخطاء» المجتمع؟
لن أجعل من هذا المقام مساحة للتلاوم. لذا، فإن الناس، الإعلام، وزارة التعليم، أو المعلم نفسه.. كلنا مسؤولون. وعلينا جميعًا، أن نتعاون لانتشال هذه المهمة العظيمة من وحل النكات والاستخفاف ومن الفارين من الفشل الوظيفي.
سلسلة من الحلول يمكننا وضعها: من تحسين وضعهم المعيشي، إلى تيسير نقل المعلمات إلى مدنهم، وإدخال المعلم في دورات قيادية وتربوية، تكريم الرواد منهم والمتميزين، إلى مواد إعلامية، مرئية ومكتوبة تعيد للمعلم هيبته ومكانته في حياتنا. لكن الأهم من هذا كله هو: الشكر..
للشكر مفعول السحر في دفع أي منا ليفعل المزيد. ليبذل كل ما بوسعه للارتقاء بعمله. فكر فقط، الآن مثلا، مع العودة للمدارس. فكر في ذلك المعلم الذي أخذ بيدك في لحظة حيرة، جهل، انكسار. فكر أن تشكره بطريقتك الخاصة. ليس فقط إن كنت طالبًا، حتى نحن من غادرنا الصفوف الدراسية، عد للوراء قليلاً، تذكر معلمك.. واشكره.
أبدأ بنفسي، أتقدم بالشكر الجزيل، لبعض معلماتي: في الابتدائية، المتوسطة والثانوية. كنتن ومضة مشرقة في حياتي، لم يسعني إخباركن أنني طالما فكرت بكن وأنا أتقدم في حياتي، بأنكن من زرع بداخلي بذرة.. بذرة خير سأرعاها ما حييت.