سعد الدوسري
يجب أن نحترم كل الذين راهنوا على سقوط المزايدت على وطننا، تحت مسميات «الحراك» و»التحرك»، حتى قبل أن تبدأ. نحن ندرك أن البعض كان متوجساً، وربما نعطيهم المبررات، لكن الحقيقة تقول، إن الذين صنعوا الفارق على مواقع التواصل الاجتماعي، هم الواثقون بأن مَنْ يهددون أمننا وتماسكنا الوطني، كانوا مجرد واهمين، أو مستغَلين من قبل قيادات شيطانية، لا همَّ لها سوى رنين العملة!
الذين وقفوا مع وحدتنا الوطنية، حتى قبل شعار «الحراك» العبثي، هم مَنْ يجب أن يكونوا جديرين بمواطنة هذا الوطن؛ أما أولئك الذين انتظروا حتى تنتهي الجمعة، لكي يقولوا كلمتهم، فيجب أن يعيدوا النظر في حساباتهم. يجب أن يعوا أن الوطن ليس سلعة في سوق تخفيضات، ننتظر كَمْ سيكون سعره، بعد بدء الموسم. الوطن هو الهواء الذي نستنشقه، الذي لا سعر له.
شكراً لكل هؤلاء، الذين اشتروا وطنهم، ودافعوا عنه، حتى قبل فجر جمعة «الحراك». شكراً لأنهم صنعوا وطناً حقيقياً، بوقوفهم مع وطنهم، قبل الفوضى المحتملة. لولاهم، بعد الله، لربما كنا اليوم في مكان آخر.
وطننا ليس متجراً،
وطننا معهدٌ، نتعلم من أزماته، بأن هؤلاء الذين يظنون أنهم يقودونه للخلاص، ربما يجرونه لنهايات سوداء.
وطننا أبيض، بكل الذين لم يتاجروا به،
وأثبتوا للعالم أجمع،
بأنه الأجدر في مواجهة السواد.