عبده الأسمري
رجل مهمات من طراز فريد.. منوع الهمم متنوع المهام.. عقلية وطنية نادرة.. في سيرته تشكل الطموح وفي مسيرته تكتل النجاح.
إنه رئيس البنك الإسلامي للتنمية الدكتور بندر حجار الاقتصادي والبرلماني والحقوقي والوزير الأسبق للحج والثقافة والإعلام. صاحب الفكر المتجدد وأحد أبرز رجال التنمية وأبطال العطاء المؤسساتي الحكومي والمدني.
بوجه مديني يحمل ملامح شابة ومطامح مسؤولية وكاريزما جادة، تبلورها عينان نضاختان بالهم الوطني تتحرك من خلف نظارة ذهبية أنيقة وصوت جهوري ممتلئ بعبارات الاقتصاد، واعتبارات الجدية واختصارات المعاني وانتصارات القرار، ولغة تتقاطع منها مفردات تشع بالوطنية وتنبع بالمهنية، يطل حجار كمسئول ترك بصماته مَعْلَماً من معالم الكفاح، وأشعل شموع الاحترافية كأسلوب عمل والإستراتيجية كسلوك منصب.
ولد حجار في المدينة المنورة وتعتقت روحه بأناشيد الطيبين في طيبة الطيبة وامتلأ قلبه بطهر المكان وعبق نسائم الخير في سمائها.. وتربى في وسط أسرة أشبعت عقله نصحاً وملأت نفسه دافعية، كان يشاهد أصحاب الشهادات العليا وهم يحظون بالتكريم المديني الأصيل للعلماء والوجهاء فنما في خلده حب العلا وعشق المعالي.. درس وسط كوكبة من المتعلمين الذي كونوا أجيالاً من القيادات الوطنية الكبرى.. تخرج من ثانوية طيبة الشهيرة بتخريج فرسان العلم والمعرفة والأدب.. ثم سافر للرياض بحثاً عن التميز فنال بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية مع مرتبة الشرف الأولى من «جامعة الملك سعود ثم الماجستير في الاقتصاد من «جامعة إنديانا بالولايات المتحدة الأمريكية.. عاد لأرض الوطن حاملاً حقيبة ممتلئة بالأمنيات مشبعة بالأماني، عمل محاضراً لمدة أربعة أعوام ثم ابتعث إلى «جامعة لفبرا بالمملكة المتحدة» وحصل منها على الدكتوراه في الاقتصاد، عمل وكيلاً لكلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبد العزيز ونائباً لمركز أبحاث الاقتصاد الإسلامي، أبدع في المناهج وفي التطوير فعمل رئيساً للجنة المناهج التي تدرس من منظور إسلامي، وعمل رئيس تحرير مجلة «الأموال والأسواق» من عام 1996حتى توقفها عن الصدور في عام 2006م.
في عام 1998م، اُختير الدكتور حجار عضواً في مجلس الشورى في دورته الثانية. واستمرت عضويته لثلاث دورات امتدت لاثني عشر عاماً. وعمل في عدة لجان منوعة عكست تميزه وامتيازه ووجوده كسر من أسرار تفوق العمل البرلماني، مما أهله ليشغل منصب رئيس المجلس لمدة ثلاث سنوات. وعلى الصعيد الدولي، مثّل الدكتور حجار مجلس الشورى في الاتحاد البرلماني العربي، والاتحاد البرلماني الدولي.
اهتم حجار في العمل الشوري بقضايا الطاقة المتجددة والبيئة والعلاقات بين القطاعين الحكومي والخاص، والعديد من الأفكار التي أسست إطارات من التطوير.
حجار وجه للمبادرة والابتكار، حيث أسس مع 40 من السعوديين والسعوديات، الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان عام 2004م وترأسها لمدة خمس سنوات، ونشر ثقافة الحقوق وتمكن من رسم إستراتيجية وتوظيف فكر وتوطيد معني بين الجمعية والفئات المستهدفة.
وأصدرت الجمعية في عهده أول تقرير عن واقع حقوق الإنسان في المملكة ولقي ترحيباً محلياً ودولياً.
نادته الثقة الملكية فتم تعيينه وزيراً للحج في الفترة من 2011م وحتى 2016م. وقدم خلال هذه الفترة نحو 25 مبادرة لتطوير وتحسين الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، ونظراً لكفاءته وقدراته وخلفية فكرية منوعة اجتمعت في فكره، تم تكليفه وزيراً للثقافة والإعلام إلى جانب وزارة الحج لمدة شهر ونصف تقريباً حتى تعين وزير آخر.
للدكتور حجار مشاركات واعدة موعودة بالامتياز متوشحة بالاعتزاز في هيئات وطنية ودولية، شملت مجلس أمناء منظمة التكافل الخيرية التي ترعى الأيتام والمحتاجين من الطلاب، والمجلس الأعلى لنصرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وجمعية الأطفال المعاقين، والمجلس الإسلامي العالمي للاقتصاد والتمويل. وعشرات العضويات المتنوعة في عدة قطاعات ومجالات مختلفة.
عندما يُذكر اسم بندر حجار تستدل براهين التميز بوجوده وتستذكر دلائل الامتياز تواجده بكفة راجحة من الأداء طامحة، نحو خطوات أجاد حجار توظيفها على درب جعل التصفيق خلفه ومعه وقبل وصوله.
في اتجاهات متعددة ومسارات عدة على طاولات صناعة القرار وفي سجلات الشرف.. حضر اسم حجار بهوية البارعين وتوقيع المبدعين.
شكّل حجار في مسؤولياته «حجر زاوية للإنجاز التنموي وركن بشري للإنتاج الوطني، ومثل جيل المحترفين في توأمة العلم بالابتكار والمنصب بالأفكار.. ودمج المهمة بالاعتبار.