د. يوسف خالد جنينة
منذ عشرين عاما وأكثر وقطر تقوم بدور خبيث في النخر تحت جدران وأسس بناء الدول العربية حكومات وشعوبا، والتي من المفترض أنها شقيقة لهم في الجيرة والنسب واللغة والدين. تقوم بذلك خدمة لمن تظن أنهم هم من سيحمونها يوما من غدر أخواتها بها، مع أن هذا ليس من شيمهم ولا من طبيعتهم بل إنهم دللوها وتغاضوا كثيرا عن أفعالها فكانت كالأخ الأصغر المدلل الذي أشعل النار في ثوب أمه وهو يضحك!!
ارتمت قطر في حضن إسرائيل منذ أن انقلب حمد بن خليفة على أبيه واستولى على الإمارة وخيراتها لتحميه إسرائيل من فعلته التي أغضبت سائر العرب منه.. وليحقق مجدا حجمه ودويلته لا يتسعان لتحقيق حلمه في الهيمنة على الدول العربية من حوله.. فكان كالقط الذي ينظر في المرآة فيرى نفسه أسدا..!!
ولكن الشرط الذي كان على قطر أن تفعله نظير هذه الحماية وتحقيق هذا الحلم مساعدة إسرائيل والغرب وأمريكا في تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يقوم على هدم الجيوش العربية، وتفتيت بلاد العرب إلى دويلات متصارعة على أسس طائفية وعرقية.. بكل وسيلة ممكنة من مال وسلاح واحتضان للإرهابيين والعملاء من كل حدب وصوب!!
ولقد أدت قطر دورها في هذا الأمر بامتياز منقطع النظير مستخدمة في ذلك أموال الشعب القطري وقناة الجزيرة ووسائل إعلامها التي يديرها الموساد من وراء الكواليس، فدمرت العراق وتفتت سوريا وتشرد أهلها، ومزقت ليبيا واحترق اليمن، وتزلزلت مصر، لولا ستر الله الذي هيأ لها جيشا يمنع انهيارها كلية..
وعلى الجانب الآخر، كان هناك الإخوان المسلمون الطامحون منذ أكثر من ثمانين عاما للوصول إلى كراسي الحكم في البلاد العربية بأي ثمن، معتمدين على الإثارة الدينية في تحريك مشاعر الغوغاء والدهماء من الفاشلين الذين يريدون أن يكونوا شيئا مهماً بأي ثمن، حتى لو باعوا بلادهم وأهليهم.
استغلت الصهيونية العالمية التي تريد تدمير الإسلام وإقامة الحلم اليهودي في تكوين دولة لهم على أنقاض أهله وديارهم فاستغلوا حلم الإخوان وغباءهم السياسي والتشوق لتولي الحكم بأي ثمن فاخترقوهم وجعلوهم أدوات لينفذوا حلم اليهود والغرب بتدمير العرب بأيدي العرب أنفسهم، طاعة لهؤلاء الإخوان الذين ظنوا أنهم يحسنون صنعاً..
فاجتمع الجنون الإخواني مع المؤامرة القطرية الإسرائيلية الأمريكية فكان ما كان من الانهيار العربي الذي قارب على اكتماله لولا يقظة دول الخليج ومصر مؤخراً التي أوقفت حلقات المسلسل التدميري في المنطقة الذي شرد الملايين وقتل وإصابة ملايين آخرين من أبناء العرب..
وفي النهاية علينا أن نتساءل: إذا كان ما حدث من خراب ودمار وتشريد قد صب فعلا في مصلحة اليهود والغرب.. فما هي فائدته لقطر كنظام والإخوان المسلمين كجماعة تدعي أنها مسلمة ولا تقتل إلا المسلمين ولا تتآمر إلا على حكام المسلمين؟!!