لبنى الخميس
في عالم ريادة الأعمال الزمن أسرع من أي مكان آخر، مئات الشركات تولد، وفي المقابل يموت العديد منها في ظرف الـ 24 ساعة.. منتجات يصعد نجمها ومشاريع تخبو مع ضعف الطلب ووتنافسية السوق وتقلب مزاج المستهلك.
ورواد الأعمال في وضع لا يحسدون عليه في كثير من الأحيان، لعدة أسباب منها أنهم مجبرون على اتخاذ قرارات طوال الوقت مثل: هل أصدر هذا المنتج؟ هل أوظف ذلك الشخص؟ هل أقدم تلك الخدمة؟ هل أفتح فرعي الجديد؟ وغيرها الكثير من القرارات الملحة.. ما يجعل القراءة المستمرة وثقافة التعلم حاجة وليست رفاهية. لذلك خرجت برامج تثقيفية كثيرة لتستوعب حجم النمو الهائل وتحتفي بالنجاحات الكبيرة والأخطاء الكبيرة التي تولد من رحم هذا التوسع المخيف بالشركات والمشاريع.
في الفترة الماضية استمتعت جداً بمتابعة بعض الحلقات لبرنامج جديد انطلق هذا العام في منصة البودكاست لمؤسس موقع لينكد إن ريد هوفمان، يستعرض فيها تجارب أكبر رواد الأعمال في العالم.. ممن يشتركون في بداياتهم البسيطة من كراجات منازلهم أو غرفهم المتواضعة في سكن الطلاب.. وخرجت ببعض النصائح لرواد الأعمال أو حتى العاملين في قطاعات أخرى:
لا تنتظر اللحظة المثالية:
اللحظة المثالية خرافة لا توجد على أرض الواقع، خصوصاً في عالم متسارع تنبت فيه آلاف الأفكار كل لحظة.. ببساطة شديدة إذا لم تخرج منتجك وتتعلم من أخطائك وتأخذ بآراء زبائنك مئات العقول المبتكرة سوف تسبقك.. وتصدر منتجات أفضل. تعلم أن تتخلص من عبودية اللحظة المثالية وحلق في فضاء التجربة وسماء الخبرة الواسعة.
غير فلسفة عملك كل فترة!
الشركات تتطور باستمرار.. وهذا نتاج تفاعلها مع محيطها.. وزيادة خبرة أصحابها وفرق عملها.. لا تتمسك لفترة طويلة بفلسفة واحدة.. أظهر لنفسك وللعالم أنك تتطور وتكبر باستمرار.. وفلسفة عملك هي ما تختصر منظومة كاملة من أسلوب العمل.. قيم الشركة.. أهدافها وأحلامها.. معظم شركات السيليكون فالي المزعزعة مثل فيس بوك واوبر واير بي أن بي. غيرت شعارها وفلسفة عملها مرات عديدة تزامناً مع توسعها المهول وتمددها المتسارع.
توقع أن تكره النجاح!
النجاح شعور لذيذ وبلوغه بعد التعب يمنحنا إحساسا فريدا بالسعادة والفخر والثقة العالية بالنفس. لكن توقع تلك اللحظة التي ستكره فيها النجاح. سترهقك مطالبه، وسيوجعك ثمنه، الذي غالباً ما يأتي على راحتك وصحتك وأمانك. ولكن جماله يمكن في ندرته، وعظمته تتجلى في مخاطره العالية. فكما قال جي اف كينيدي قبيل صعود القمر، سنذهب إلى القمر ليس لأن ذلك سهلاً بل لأنه بالغ الصعوبة. حتى وإن أتعبك النجاح وأرهقك السعي نحو المجد والتميز تذكر قول الشاعر:
لا تحسبن المجد تمرا أنت آكله
لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا