«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
المواطن في كل مكان يشعر بالانتماء لموطنه، لمسقط رأسه، وبالتالي إلى وطنه العام. وطنه الذي يعيش فيه ويشعر عندما ينام أنه في أمن واستقرار، ومنذ كان الإنسان مواطنا بدائيا يعيش في الكهوف أو بين أشجار الغابات فهو كان مواطنا مخلصا مائة في المائة للمحيط الذي يعيش فيه وينتمي إليه، وحتى مع تطوره ووصول الحضارة والتقدم إليه. نجده يفضل العيش في ذات المكان الذي ولد فيه ولو أبعدته الظروف والحياة فترة ما أو لعدة سنوات نجده يسعى جاهداً للعودة لذات المكان أو حتى التردد عليه بين فترة وأخرى.
وعندما يتوفاه الله بعيداً عن أرضه ووطنه تجده قد كتب في وصيته أن يدفن في أرضه وأن تحتضن تربته جثمانه. وهنا يقفز السؤال: لماذا يشعر الجميع وفي مختلف المجتمعات والديانات السماوية على الحرص على استمرار الشعور بالانتماء والوفاء، بل والإخلاص حتى آخر لحظة من عمره إلى وطنه. ومهما يكن من أمر تستمر صراعات الإنسان المختلفة مع أحلامه وتطلعاته ورغباته وحتى غرائزه إلا أن أهم شيء يسكن داخله ويستمر معه حتى وفاته.
هو حبه وانتمائه لوطنه. بل نجد مئات الملايين من البشر يسعون طوال سنوات حياتهم لخدمة وطنهم بحب واخلاص وشرف. والملايين ضحت بحياتهم من أجل أوطانهم. وهذا التضحية وليدة الحب والانتماء والوفاء. بل إن الطفل الصغير ومنذ لحظة ولادته. يرضع هذا الحب من ثدي أمه. بل أنه ينمو ويكبر معه يوما بعد يوم. ومع الأيام تتضح الصورة ونجد الكثير من الاجابات في دفاتر الطلاب والطالبات وهم يكتبون مشاعرهم العفوية والبسيطة المعبرة عن حبهم لوطنهم ورغبتهم في العمل كجنود وأطباء وطيارين ومدرسين الخ.. من أجل خدمة وطنهم والفوز بتحقيق أحلامهم لتقديم شيء يسير من واجب الوفاء لبلادهم.
لذلك نجد بعضهم وبعد تخرجهم من المرحلة الثانوية يسعون جاهدين إلى الالتحاق في المجالات التي كانوا يعبرون عنها في اجاباتهم على اسئلة مدرسيهم في مادة التعبير أو من خلال اسئلة عابرة ماذا تريد ان تعمل في المستقبل أو ماهي الوظيفة التي تحب العمل فيها بعد تخرجك.؟. وفي الحياة وفي كل دول العالم المواطن لايذكر بطوله وقصره وغناه او فقره وانما يذكر بما قدمه لوطنه من تضحيات وفعل وخدمات في سبيل دينه وعقيدته ووطنه ومواطنيه وقبل ذلك لقيادته وإخلاصه لولي أمره. فنجده يسارع الخطى ليقدم البيعة لهذا الولي، ويردد بإخلاص عبارات الولاء, أكان ملكا أم أميرا أو حتى رئيسا لدولته التي ينتمي إليها. وهنا يذكر دائما المواطن المتميز دائما بافعاله الجليلة وخصاله الحميدة، ويذكر دائما وفي كل موقع وحسب عمله يتساوى في ذلك الرجل والمرأة.
والعكس هنا صحيح سرعان ما تكشف الأيام (الخونة) من الذين باعوا أوطانهم، وليلعنهم الوطن والتاريخ ويلعنهم اللاعنون.
وأخيراً وبفضل من الله ثم بيقظة رجال أمن الدولة والأجهزة الأخرى المختلفة سقطت أوراق «التوت» عن مجموعة من الخونه الذين كانوا ولعقود يضحكون على الوطن والمواطنين بالزيف والنفاق والتستر خلف شعارات الدين أو الاحزاب. أو.. أو.. والذين كانوا يمارسون النفاق والخيانة، وبالتالي خادعوا أنفسهم قبل وطنهم وبات بعد ذلك مصيرهم في يد رجال أمن الدولة وبعد ذلك العدالة.. وهاهو وطننا ومواطنينا يقفون سدا منيعا لردع كل حاقد وخائن ومنافق من خلال الوقوف في وجه ما قيل عنه:
((15 سبتمبر يتحول إلى # حراك_ مبايعة _ ولاء) ليثبت الوطن ومواطنوه وكعادته دائما أنه ينحاز لقيادته ومن خلال مختلف فئات الشعب السعودي المخلص والوفي والذي ينتمى لهذه الأرض الطيبة. مرددين في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي كلمات: الحب. والوفاء. والولاء. وتجديد البيعة بل ازدانت صفحات صحفنا المحلية بالاعلانات الكبيرة والملونة التي تبارك وتهنئ القيادة بعبارات لا أجمل.. حفظ الله وطننا وأدام لنا خيره وعزه.. وجميعنا (شعب واحد وطن واحد ضد الإرهاب وداعميه).