مها محمد الشريف
ثمة مناسبات عدة اقترنت هذا العام ببدء العام الدراسي فبعد نجاح موسم الحج وتميز تغطيته الإعلامية.. وتأهل المنتخب الوطني لكأس العالم واليوم الوطني نجد عامنا الدراسي يبدأ مع بداية عامنا الهجري الجديد، ويظل الحدث، المجتمعي الأهم وقد بدأت تداعياته تتجدد بكثير من الأمل. بداية من نظرة متفائلة تحظى باهتمام المربين وعلماء التربية والتعليم ليعيشوا متعة الرحلة سويًا، فقد يبلغ بك الأمر أن تدير طموحاتك المستقبلية في سياق شعورك بالدهشة من خلال فهم الواقع الذي تعيشه.
والخبر السار هو أننا جميعًا ننتظر هذه البداية المباركة لمراحل التعليم والقيام بعمل ما تجاه مجتمعنا ووعيه وتنميته وإدراكه والقيام بالشيء الصحيح الذي يحيلنا إلى المستقبل، إذ، لا بد أن يفكر الإنسان في المسؤولية الكبيرة التي تنهض بتأدية الواجبات كل حسب عمله وموقعه الوظيفي والمهني.
وأكثر من ذلك يظل نشر التعليم ضمن أهم مسؤوليات الدولة الهائلة، فقد تعهدت بنمو الناس الفكري وتطورهم والقيام بتنمية شخصية الفرد وأخلاقه، فمن المسلم به تقدم الإنسان إلى أدوار غايتها النهوض بالواجبات، لأنهم يقضون نصف وقتهم في هذه البيئة التعليمية على تفكير سليم ومنتظم في تحمل المسؤولية التي تقدم لحملها ويدرك من خلالها أن خياراته وقراراته وسلوكياته تؤثر في حياته وأسرته ومجتمعه، كما أنه يحظى باهتمام كبير من الدولة وجانب كبير من عدة مؤسسات تعمل من أجل إعداده للحياة. ومع ذلك فهناك نقد متزايد للأداء في هذا المجال الحيوي.
ويتم نقد الأداء في التعليم على مرجعية التعليم في البلاد المتقدمة من خلال الكيفية، وهو ما ينبغي البحث عنه. فالواقع أن التعليم الغربي المتقدم ذاته يضم كثيرًا من الاضطرابات وغارق في مشكلات أساسية لم يتم حلها بل ولا ينتبه لها غير أقلية من فلاسفة التعليم من خلال الدراسات العالمية التي قاموا بها، فمستوى التعلم لدى الطالب والطالبة يختلف من بلد إلى بلد آخر ويتضاعف نشاطه أو يتراجع بناء على قدرات الكادر التعليمي، باستخدام الوسائل التربوية الحديثة كتطوير وسائل العرض والتركيز على مشاركة الطالب بصورة فاعلة.
أما أهم طرق التعلم وأعظمها أثرًا في توطين المعرفة فهي القائمة على فلسفة فرق التعلم أو كما جاء في فلسفة التعلم «ما يمكن أن نسميه التعلم الجماعي حيث يقسم الفصل إلى عدة مجموعات، وتؤدي كل مجموعة مهامها على هيئة كيان متكامل ذلك أنهم يمثلون أفراد فريق واحد متكامل، وكيف تنشط مع بعضها البعض. هذه المشاركة الجماعية تولد تفاعلاً ينتج عنه حب الطالب للمادة العلمية التي تصاحبها في الغالب قراءات خارجية».
لأن قاعدة القرارات الماضية أسست نظرتها للتعليم على قاعدة القبول بالأمر الواقع فقط وبصفة محددة السير على نفس المنهج القديم، وهو لا يساعد على الاندماج والتحفيز والعمل الجماعي، وبذلك نستطيع القول إن مواقع التواصل الاجتماعي غيرت الناس بما فيهم الصغار والكبار، أصبح الناس مطلعين ومتواصلين حركة المعلومة قادرة على الوصول إلى الجميع بتوقيت واحد، صار النموذج الملهم للتعليم في العالم العربي هو التحسين الهائل من قبل الفرد نفسه، وهو الذي يساعد على الوصول إلى التقدم بما يكفل له حياة مستقرة واعية تقود إلى تحمل المسؤولية كاملة وتقبل الحقيقة.
فإن الجميع على يقين بأن النجاح هو مزيج من العناصر الجينية والبيئية التي تندمج داخل الشخصية السوية يدعمها تعليم جيد، فالتعلم وحده بالقول لا يكفي، فإن جميع التنفيذيين في العالم يقولون: إن الموظفين كل مميزاتهم هي أنهم مخلصون ورائعون في التعامل مع الأرقام ويبحثون باستمرار عن مهارات الإشراف ويملكون أكبر قدر من المعرفة وبناء مثالي لشخصية الفرد وإعداده.
فإن عديدًا من الشركات الأمريكية الممتازة تعين القادة من أجل الشخصية، ومن ثم تقوم بتدريبه من أجل المهارة، لم يكن مهما أن تنتج جيلاً متعلمًا لا يعمل ينتظر فقط دور الحكومة في إيجاد رعاية إضافية لتأهيله للوظيفة دون إرادة أو شخصية مؤثرة، فهناك الكثير من الاحتياجات التي ينبغي على المدارس القيام بها وهي تأهيل الطالب والطالبة شخصيًا ونفسيًا للقيام بواجباته الوظيفية ومنحه قدر أكبر من الثقة بالذات، لصناعة قائد شجاع يستطيع القيام بالأداء الفعلي ولنا في شخصية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أسوة ومثالاً يحتذى به.