د.عبدالعزيز العمر
مع عودة المدرسة اليوم يعود الملايين من الطلاب والمعلمين والإداريين لمواصلة ركضهم التعليمي. فالعودة إلى المدرسة حدث كبير كل ينظر إليه من زاويته ، فرجال الأعمال ينظرون إليه باعتباره موسما اقتصاديا يدر عليهم أرباحا كبيرة، أما المتخصصون النفسيون الاجتماعيون فيعتبرونه حدثا يعني عند الطلاب وأسرهم الكثير من التوتر والقلق من جهة، والكثير من الآمال والتطلعات من جهة أخرى . أما مسؤولو التعليم فينظرون إلى العودة للمدرسة باعتباره هما وصداعا يتكرر سنويا ليعيد التذكير بنقص التجهيزات المدرسية والكتب والمختبرات والمعلمين وعدم اكتمال صيانة وتأثيث المدارس. أما نحن التربويين فننظر للعودة للمدرسة من زاوية مختلفة، مع عودة المدرسة نعيد نحن التربويين التأمل بعمق في الأسئلة التالية: ماذا نريد لتعليمنا ان يحقق لطالبنا، وماذا حقق، وإلى أي حد نحن راضون عما حققه. نحن التربوييون نريد تحديدا لطالبنا أن:
1- يفكر باستقلالية عن الآخرين وليس مجرد صدى وبوقا لهم، 2- ذو عقل متسائل لا يثق بصورة يقينية مطلقة فيما لديه، 3- ذو عقل مفتوح متجرد وغير متحيز، يناقش الآخرين بموضوعية دون أن تقيده أفكار مسبقة يتعصب لها، 4- لديه استعداد للتراجع عن فكرته عندما لا يؤيدها الدليل، 5- يبني قراره على معلومات ولا يقفز فوق حقائق الواقع ليعمم وليصل إلى استنتاج اعتمادا على حالات خاصة محدودة، 6- لا يتوهم امتلاكه للحقيقة ولديه مهارة الإنصات للآخرين، 7- يهمه منطقية الفكرة وليس قائلها، 8- نريده طالبا يبحث عن المعرفة لا طالبا تبحث عنه المعرفة.
إن تحقيق تعليمنا لهذه التطلعات الرفيعة لا يتطلب مليارات الريالات بقدر ما يتطلب إرادة عليا صلبة تحدد الهدف وتعرف كيف تصل إليه.