عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) وفي غمرة أفراح الوطن على مختلف الأصعدة لنجاحات وتميز المملكة وأبنائها، بداية بموسم الحج، ثم تأهل المنتخب السعودي الأول لنهائيات كأس العالم في روسيا 2018، ثم واصل الهلال الأفراح والليالي الملاح للرياضة السعودية عندما حقق فوزاً ساحقاً على الزعيم الإماراتي بثلاثية رائعة، وسط حضور أكثر من ثلاثة وأربعين ألف مشجع في درة الملاعب وملايين البشر خلف الشاشات، وقد استحق الفريق الهلالي الفوز والتأهل عطفاً على المستوى المميز واللعب المرسوم والأدوار المتبادلة واللعب بطريقة السهل الممتع بعيداً كل البعد عن العك الكروي وتعطيل الكرة مما جعله يمتع الجميع بمستوى ونتيجة، وجعل أفراح الوطن تتواصل، والكل يتغنى ويأمل بعهد جديد للكرة السعودية ومواصلة الأمجاد.
وفي حين كان الجميع ينتظر تميز وإبداع آخر يسطره أبناء القلعة الخضراء ليرافق شقيقه الهلال إلا أنه مع الأسف خذل الجميع، وظهر الأهلي في وضع يستحق الشفقة ولم يقدم ما يشفع له بالفوز، وإذا كان الأهلي يفتقد إلى مدرب يعرف كيف يتعامل مع المباريات الكبيرة والحاسمة، إلا أنني أرى أن الفريق بكامله في وضع غير طبيعي وجميع خطوطه متهالكة خاصة خط الظهر، والمشكلة الكبرى لدى الأهلاويين اعتقادهم أن اللاعب الكبير عمر السومة يمكن أن يحسم أي لقاء ولم يدركوا أن اليد الواحدة لا تصفق، ففريق الأهلي يحتاج إلى تجديد عناصر على مختلف الأصعدة فلم يعد لديه لاعبين يصنعون الفرق خاصة المحليين فقد انتهت صلاحية معظمهم ناهيك عن اللاعب الأجنبي، حيث لم توفق الإدارة بجلب اللاعب الأميز والأفضل، وكم كنا نمني النفس أن يتأهل الفريق الأهلاوي على الأقل نضمن فريقا سعوديا في النهائي ولكن في الأخير ما لها إلا هلالها.
نقاط للتأمل
- مبروك للفريق الهلالي ولنجوم فريقه المستوى والأداء العام في لقاء العين، فقد كان الجميع أبطالا في التعاون والقتالية والروح، ولم يتأثر في غياب أي عنصر وهنا ميزة الفريق الكبير الذي لا يتأثر بغياب أي عنصر مهما كان حجمه، والشكر موصول للجماهير والتيفو المميز الذي صاحب اللقاء، وكذلك الشكر موصول للمنظمين والعاملين فقد كان كل شيء مميزا ومرتبا ولم يكن المجال متاحا للمجاملات والاجتهادات وهذا ما صنع الفرق من جميع النواحي.
- تأهل المنتخب الصعب والمفرح في نفس الوقت يجب أن يوحد الروح الرياضية ويسعد الجميع ويكثف الجهود للخروج في أحلى وأرقى وأفضل صورة عن رياضتنا الجميلة وتلاحمنا الفريد إلا أنه مع الأسف كان فرصة لبعض المتعصبين والمتشنجين لعمل مقارنات والرجوع للماضي وما صاحبه من إخفاقات وتجيير التأهل لأسماء معينة، ويجب بتر وقطع كل من يحاول أن يؤجج الشارع الرياضي ويزرع الفرقة بين أبناء المجتمع الواحد.
- خروج الأهلي لم يكن مفاجأة وكان متوقعاً أن يخرج في أي مرحلة عطفاً على التعاقدات الضعيفة والتخبطات الإدارية وعدم الاستقرار على مختلف المستويات، وقد ذكرت قبل بداية الموسم أن الأهلي فريق غامض وغير واضح المعالم وكل ما أخشاه أن يفشل في ما خطط له آسيوياً بعدما ركز على المستوى الآسيوي وأهمل الدوري والكأس وأخيراً حدث ما كنت خائفاً منه.
- بعد تأهل المنتخب عالمياً وتأهل الهلال آسيوياً يعود دوري جميل من جديد في جولته الثالثة والكل يتطلع إلى مزيد من الإثارة والندية خاصة أن الأندية أكملت تعاقداتها وأنهت التزاماتها وتبقى النتائج والرهان على عمل كل نادي واجتهاد إدارته، وكلنا أمل أن نشاهد دوري نظيف، وأن يكون جميل اسما على مسمى بعيداً عن السلوكيات والمواجهات الخارجة عن الروح الرياضية فكرة القدم لعبة ممتعة وفوز وخسارة وكل الأمور واردة ولكن تبقى سمو الأخوة والتنافس الشريف والراقي والمغلف بالحب والتقدير للجميع السمة الأبرز في مجتمعنا الرياضي.
خاتمة:
- اللهم من أراد ببلاد الحرمين سوء فأشغله بنفسه ورد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميرا عليه، اللهم احفظ لنا أمننا وأماننا وابعد عنا السوء والفتن ما ظهر منها وما بطن يا رب العالمين.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.