محمد آل الشيخ
ألقت (رئاسة أمن الدولة) القبض على خلايا داعشية، وأخرى تجسسية لإحدى الدول الخارجية.
ومن خلال بعض الأسماء المقبوض عليها التي تسربت في مواقع التواصل الاجتماعي، يبدو أن قطر الإرهابية على علاقة وطيدة بهؤلاء الجواسيس؛ فأولئك الأشخاص اشتهروا أن علاقاتهم بالدوحة كانت وطيدة، بل وفي غاية الحميمية، وهم كذلك من أساطين (ملتقى النهضة) القطري المشبوه، الذي يشرف عليه الإسرائيلي «عزمي بشارة» المُنظر الفلسفي، والمخطط لكل الأعمال التخريبية التي تقوم بها السلطات القطرية خارج حدودها، والتي انتهت بهذه الدولة الصغيرة إلى قطع أربع دول عربية وخليجية علاقاتها معها.
ويبدو أن الأدلة والإثباتات المتعلقة بالمتهمين لا تشوبها شائبة، ما يجعل إدانتهم بالتجسس أمراً مفروغاً منه.
ولا أدري متى بدأت هذه المجموعة التجسسية مهامها الدنيئة، إلا أن علاقاتهم بقطر وبالدوحة قديمة؛ بمعنى أن تجنيد أعضاء هذه الخلية كان ما قبل أزمة قطر، وكانت مهمتهم الرئيسة استقطاب الأتباع لجماعة الإخوان المسلمين، بما يخدم في المحصلة طموحات قطر التخريبية، بهدف تأجيج التذمر، وإطلاق الشائعات، وتكريس نقد الدولة السعودية من خلال معرفات وهمية في مواقع السوشل ميديا، بالشكل والمضمون الذي يُضعف اللحمة الوطنية، ويزيد عوامل التفكك بين أبناء الوطن، والأهم إضعاف هيبة الدولة، ويُمهد لأهداف حمد بن خليفة، التي أسرَّ بها بنفسه للقذافي في التسريبات المشهورة، والغريب، أو هو بلغة أدق المثير للضحك، أن الشخص الذي أوكل إليه القطريون مهمة الاتصال بهؤلاء الدعاة الخونة، كان فلسطينيًا مسيحيًا، سبق له أن صار عضوًا في الكنيست، وأدى يمين الولاء لدولة إسرائيل؛ غير أن من باع دينه، وأمانته، فضلاً عن وطنه، للأجنبي، لا يهمه الدين، ولا الخوف من الله، قدر ما يهمه المال، وتنفيذ طموحاته السلطوية المريضة، حتى وإن كان من يستأجره إبليس.
وأنا ممن يؤمنون إيمانًا عميقًا، لا يخالجه شك، أن كل من ينتمي لجماعة الإخوان المتأسلمين، أو يتعاطف معهم، لا يمكن أن يكون عاقلاً، فضلاً عن أن يكون متدينًا.
فمن أساسيات هذه الجماعة أن يكون الكادر المنتمي إليها يُقدم انتماءه للجماعة على انتمائه لوطنه، بل على انتمائه لأهله وذويه و(وطنه) الذي يأويه.
وكنت منذ عقود مضت، وتحديداً منذ أن وقف هؤلاء المتأخونون مع صدام في خندق واحد، وأنا أنتظر سقوطهم، وانكشاف ما كانوا يضمرون من شر مستطير لأوطانهم, وهذا ما حصل أخيراً.
ويبرر الإخواني خيانته لوطنه، لأنه يسعى إلى إقامة دولة الخلافة، ولا سبيل لإقامتها إلا إلغاء الأوطان، وتذويب الوطن في كيان الأمة. ويعتبر أن ذلك من مقتضيات الإيمان برسالة الإسلام؛ لذلك فهو يتآمر على وطنه من هذه المنطلقات، على اعتبار أن انتماء المسلم للأمة، وإلى دولة الخلافة، مسألة مطلوبة دينيًا.
بقي أن أقول إننا في أمس الحاجة للضرب بيد من حديد على هذه الجماعات الحزبية، التي تقحم الحلال والحرام في أجندتها السياسية؛ فقد تسامحنا معهم كثيرًا، حتى تضخم بعضهم، وأصابهم غرور وكبرياء زائف، وظنوا متوهمين أن شعبيتهم بين العوام أعطتهم حصانة وحماية أمام الدولة؛ فكان لا بد لمثل هذه الضربة الأمنية أن تكون لتعيدهم إلى حجمهم الطبيعي، وليكونوا عبرة لأقرانهم من المغامرين.
إلى اللقاء