د. ناهد باشطح
فاصلة:
((إنه لمن السهل الحكم على عقل الإنسان من أسئلته أكثر من أجوبته))
-حكمة عالمية-
بشكل عام فإن المحاضِر يهتم بالمداخلات والنقاش وطرح الأسئلة حول موضوعه، خاصة أن الجمهور يمكن أن يطرح أسئلة لا تتعلق مباشرة بموضوع المحاضرة وإنما بالأسئلة التي يطمح أن يجد لديها جوابا، ولذا حضر المحاضرة، ومن هنا من المهم أن يكون المحاضِر لديه معلومات كافية ومرجعية وافية عن موضوعه.
توقعت أن يكون ضمن الأسئلة أسباب عدم تمتع المرأة السعودية بحق التنقل ولماذا هي المرأة الوحيدة في العالم التي لا تستطيع قيادة السيارة في بلدها وهذا بالفعل حدث وكان الذي سأل أكاديمي في الاقتصاد وكان ذلك عن التأثير الاقتصادي لعدم قيادة المرأة السيارة.
الذي لم أتوقعه أن تتساءل طالبة يابانية زارت الرياض عن انفصال الجنسين في الحياة العامة في مجتمعنا وهو ما لا يمكن فهمه في ثقافة مختلفة عن ثقافتنا السعودية إذ إنه لا يمكن أن أقنع الجمهور بأن الفصل بين الجنسين هو وفق تعاليم الدين فهناك اختلاط في المستشفيات وفي الأسواق والفصل في مجتمعنا في المدارس والجامعات ومراكز الرياضة وفي المطاعم.
أسعفني أن قياس المساواة بين الجنسين في اليابان في مراحل متأخرة في المرتبة (101) وبذلك لا يمكن للفصل بين الجنسين في الأماكن العامة أن يكون مؤشرا لارتفاع القياس أو انخفاضه وأن مسألة الفصل تأتي ضمن تقاليد اعتادها المجتمع من بعد فترة من تاريخه وليس ضمن قانون محدد.
وجود الباحثة "Namie TSujigami" - والتي التقيتها قبل عشر سنوات حيث أجريت معها لقاء صحفيا - دعم حديثي عن التغيير الإيجابي في السعودية لأنها زارت المملكة -مؤخرا-، ومن هنا بالفعل يتضح أهمية زيارة الباحثين والباحثات لأنهم الأقدر على إعطاء صورة واضحة عن بلادنا لا يمكن للزائر المؤقت أن يلتقطها.
أفضل ما شاع في مناخ المحاضرة تمتع هذا الشعب بحب المعرفة والتعطش للمعلومات كما أن مداخلات الجمهور وخاصة الطلبة والطالبات كانت حول قدرة رؤية 2030 في تحقيق التمكين للمرأة السعودية، وهذا يدعونا للاهتمام أكثر كإعلاميين أن نكثف المواد الإعلامية حول هذه الرؤية ليس فقط في بيان إيجابياتها وإنما في ربطها كأول رؤية مستقبلية للمملكة وهي رؤية شبابية متوثبة نحو المستقبل.
لم يعد بالإمكان إلا نطوّر من أدوات إعلامنا الخارجي ليس لأننا دولة مهمة في خارطة العالم فقط بل لأننا لا نستحق أن تكون الصورة الذهنية عن بلدنا مشوشة لنقص المعلومات أو سلبية لما ينشره بعض الإعلام الغربي وفق أجندته، دون أن نبني استراتيجية لنشر الصورة الحقيقية عن مجتمعنا وتاريخه.