لم يكن المغفور له -بإذن الله تعالى- الشيخ الوالد محمد البراهيم السبيعي من الرجال الذين يمكن ألا تقدر سيرهم وعطاءاتهم.. وألا تحفظ، فهو من رجال المملكة العربية السعودية البارزين والمؤثرين، ترك أثراً كبيراً وتأثيراً عميقاً جداً في مجالات عدة بالمجتمع السعودي.
فعلى المستوى الاقتصادي هو بدون أدنى شك من الرجال المؤسسين للقطاع المصرفي السعودي، بل هو أهم الرجال في هذا المجال..
وسيدون خبراء وفلاسفة الاقتصاد والمصرفية السعودية الدور التأسيسي للشيخ محمد السبيعي في هذا المجال.. وحتماً ستكون إسهاماته وأعماله المصرفية دروساً لجيل جديد من المصرفين السعوديين.
رحلة شاقة وطويلة ومسيرة مهمة هي حياة الشيخ محمد السبيعي ابتدأت معالمها.. وحتماً لن تنتهي آثارها لأنها صارت وما زالت دروسا وعبرا يستفاد منها..
وسيذكر الخبراء والمهتمون بالقطاع الخيري أن الشيخ محمد السبيعي وشقيقه عبدالله كانا من الأوائل المبادرين في تحويل المساهمات الخيرية الخاصة من الفردية إلى العمل المؤسساتي المنظم.. لتكون مؤسسة الشيخان محمد وعبدالله السبيعي هي النموذج الذي احتذى به الكثير من الخيريين وأطلقوا مؤسسات مماثلة.
لقد قدم والدنا الشيخ محمد السبيعي ثقافة جديدة ومفيدة للمجتمع.. أسهمت وما زالت تسهم في تنميته.
يختلف البعض.. لكن يتفقوا على أن الشيخ محمد السبيعي كان شخصية استثنائية بامتياز شديد.
شخصية فذة تستحق مزيداً من الدراسة. وتستحق أن يحفظ إرثها ومورثها الوطني والاجتماعي.
ويكفينا الإشارة هنا إلى أنه كرجل أعمال لم يحِط نفسه بالمستثمرين ولم يحد نشاطاته بالاستثمار فقط. بل سخر جزءا من وقته وجهده لوطنه ولمجتمعه..
لا يعرف الكثيرون أن شيخنا ووالدنا محمد السبيعي كان بمثابة المستشار الأمين لولاة الأمر..
وتوجد المكاتبات التي تدل على هذا.. ولهذا فهو شخصية مقربة جداً ومقدرة من ولاة الأمر.. ومن علية القوم.. فهو لم يكن من الساعين لتحقيق مصالح ومكاسب مالية أو شخصية. بل كان الناصح الأمين.. لهذا أحبوه وقدروه وأنزلوه المنزلة التي يستحق من التقدير والمحبة.
حياة مليئة بالجد والاجتهاد عاشها السبيعي، وإرث فكري واقتصادي ونماذج تنموية أوجدها للمجتمع..
رحل تاركاً أبناءً أوفياء.. سائرين على طريقه وعلى نهجه.
لن نتحدث عن عصاميته أو تواضعه أو كرمه أو إحسانه. لكن تناول جزءاً من الإرث الفكري الاقتصادي والخيري والوطني الذي أسهم به والذي يجب أن يكون نموذجا للجميع.
وينتظر من أبناء وبنات شيخنا ووالدنا محمد السبيعي الكثير من الجد لتقديم إرث والدنا الثقافي والفكري إلى الجميع. خاصة في مدينة عنيزة. ليتعلم الشباب والناشئة مكانة هذا الرجل الكبير.
نسأل الله تعالى المغفرة والرحمة والقبول الحسن لوالدنا محمد السبيعي.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
** **
- عارف العضيلة