فيصل خالد الخديدي
عادة ما يعيش الفنان لفنه وإبداعه واحتياجاته ويسعى لإثبات شخصيته وتأكيد حضوره الشخصي والذاتي على جميع الأصعدة ويصل الأمر عند البعض للصراعات لإثبات وجوده الفنية وتقديم نفسه حتى بمنجز هزيل أو بالصعود على أكتاف منجزات الغير، بل تجاوز الأمر عند العديد من الفنانين الذين سبقوا في الفن وامتهنوا صراع الأجيال وتدمير من يليهم من المواهب والتعالي عليهم بزعم المنافسة، ونادراً ما تجد الشخص المبادر في الساحة التشكيلية الذي يقدم لغيره من الفنانين المشورة والدعم، ولعل من الفنانين السعوديين المبادرين في دعم جميع من حوله من فنانين ومبتدئين ومواهب ومعارض يأتي الفنان طه صبان وهو من فنانين الجيل الأول وله بصمته الفنية والذاتية في اعماله وصفاء الوانه ومواضيعه التراثية التي يستمدها من البيئة الحجازية وعمارتها وله حضور فني مميز في الساحة التشكيلية, وهو فنان مبادر في تأسيس ودعم كثير من المؤسسات التشكيلية منها بيت التشكيلين وأتيليه جده، وجمعية الثقافة والفنون بجده، واستمر دعمه لبيت التشكيليين حتى إغلاقه, ولم يتوقف دعمه للمواهب الشابة من الفنانين والفنانات بالنصح والتوجيه بل بكثرة اقتناء أعمالهم ودعم معارضهم الجماعية والفردية... كثيرة هي المبادرات التي قدمها ولازال يقدمها الفنان طه صبان المحب لفنه ولمن حوله ولمدينته وأبنائها، كان آخرها ماقدمه من دعم لورشة الفنون التشكيلية بجمعية الثقافة والفنون بجده والتي قدم جميع الأدوات والخامات والحوامل بالورشة على نفقته دعماً منه للفنانين المشاركين في الورشة ولم يتوقف عند ذلك بل قام بزيارة الورشة بعد انتهاء المتدربين من العمل وأقتنى معظم أعمال المتدربين دعماً منه للفنانين والجمعية، فعن أي مبادرة وعن أي فنان مبادر يكون الحديث بعد ذلك.
إن نبل الفنان طه صبان ومبادراته نموذج يحتذى به ويذكر فيشكر بل من الواجب أن يخلد هذا الأنموذج المبادر من الفنانين ويُقدر ويقتدى به، وكل الأمل في الأصدقاء بجمعية الثقافة والفنون في جده بتكريم مبادرات الفنان طه صبان بتخصيص جائزة تشكيلية سنوية تحمل اسمه أو وسم نشاط مستمر يحمل اسم مبادرات طه صبان فهو يستحق الكثير من التقدير.