محمد المنيف
الموضوع ليس جديدا، وأجزم أن الغالبية من الفنانين والفنانات لا يعلمون شيئا عن هذه الندوة، وذلك لنقص وقصور الجانب الثقافي عند تلك الاكثرية، ومن المؤسف أننا لو استثنينا جيل الشباب المدمن على الثقافة المعلبة عبر الوسائط سريعة الذوبان مثل (الانستقرام والسنابات) فإننا أيضا نشك أن من في الجيل السابق من يعنيه مثل هذه الفعاليات. وأقصد الندوات التي يشد لها الرحال الكثير من فناني الغرب وبعض العرب على حسابهم الخاص، ليحظوا بحضورها وكسب ما يطرح فيها والمشاركة بالمداخلات والنقاشات.
التقيت بعض هؤلاء في ندوات عدة في الشارقة وازددت من غذاء فكرهم وثقافتهم التشكيلية، أعود لعنوان لمقال وأعني به ندوة بعنوان (المنمنمات الإسلامية من الواسطي الى بهزاد) أقيمت عام 2011م في الشارقة موازية لمهرجان (الفنون الإسلامية.. منمنمات) الذي اقامته دائرة الثقافة والإعلام إدارة الفنون في حكومة الشارقة وشارك في الندوة سبع دول عربية منها المملكة ممثلة في الباحثة الأكاديمية الدكتورة مها السنان الغنية عن التعريف ووضعت لهذه الندوة محاور بالعناوين التالية (البعد التاريخي للمنمنمات الإسلامية، اسهامات يحي الواسطي في فن المنمنمات، كمال الدين بهزاد ودوره في الارتقاء بفن المنمنمة، المقارنة التطبيقية بين أساليب وأنماط ومدارس المنمنمات الإسلامية، استلهام المنمنمات الإسلامية في الفنون المعاصرة، خصوصية بناء المنمنمة الإسلامية، العناصر المميزة لعمل الفنان المسلم المشتغل بالمنمنمات، البعد التشكيلي في فنون المنمنمات الإسلامية، المنمنمة الإسلامية من خلال الدراسات المقارنة والتطبيقية، السبل الواجبة لإحياء فن المنمنمات الإسلامية، المنمنمة الإسلامية بين التأثر بفنون الآخر والتأثير فيها) وكانت الورقة التي تقدمت بها الدكتورة مها السنان تحت عنوان (الفن الإسلامي المعاصر منيرة موصلي والواسطي كنموذج).
مثل هذه المحاور وغيرها الغنية بمضامينها تجعلنا نكتشف أننا لا زلنا اميين ثقافة بصرية وبفنوننا العربية والإسلامية لنطرح السؤال اين جهود المسؤولين عن الفنون التشكيلية والبصرية عامة والأكاديميين المتخصصين في تعليم الفنون من الندوات والمحاضرات الدسمة التي تعوضنا عن ندوات التحدث عن الذات و سرد البطولات او امسيات لا تصل الى مفهوم الندوات يتكرر فيها (تاريخ الفن التشكيلي السعودي) مع أننا لا زلنا في ألف باء التاريخ التشكيلي المزعوم.