أحمد بن عبدالرحمن الجبير
يحثنا ديننا الإسلامي على مساعدة الآخرين، والنظر بعين الرحمة والعطف والإحسان إلى المريض، ورفع معنوياته، وإشعاره أن الجميع يرعاه ويهتم به، وخصوصًا المحتاج، وغير القادر ماليًا لأنه في حاجة لمن يقف معه، ويخفِف عنه آلامه، فلجان أصدقاء المرضى في بلادنا يرون أن العناية بالمريض حق واجب على الجميع، ومن أهم أولوياتهم الإنسانية والخيرية، لذا فإنهم يستحقون الإشادة لأن كل أعمالهم لوجه الله تعالى.
فلجان أصدقاء المرضى يقومون على تلمس احتياجات المرضى، وزيارتهم في المناسبات وإدخال السرور والسعادة عليهم، وهي لجان صحية، وخيرية تقدم العون المادي، والمعنوي للمرضى المحتاجين، وتتحمل نفقات علاجهم، وسكنهم، وأيضًا السفر والإعاشة، وتوفير الأجهزة الطبية لغير القادرين ماليًا، وتقوم اللجان بجهود تثقيفية، وتوعوية للمرضى من خلال الندوات والمحاضرات التي تعقد في المراكز الطبية والمستشفيات.
وتعتمد اللجان على تبرعات رجال وسيدات الأعمال، والخيرين من أبناء الوطن، وتقدم خدماتها إلى المرضى في المستشفيات أو ضمن برنامج الرعاية الصحية المنزلية، وتعد اللجان ضمن خدمة المجتمع والمسؤولية الاجتماعية التي تقدمها الغرف التجارية في المملكة ومشكورين على مبادراتهم الخيرية، ويكون رئيس مجلس إدارة اللجنة مدير عام الشؤون الصحية في كل منطقه، ويتشكل مجلس الإدارة من ممثل عن الغرفة التجارية، وبعض رجال وسيدات الأعمال في المنطقة، ويرأسها فخريًا أصحاب السمو أمراء المناطق.
وتشرفت لجنة أصدقاء المرضى بالرياض أن رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- وتعاقب على رئاستها أصحاب السمو الملكي أمراء منطقة الرياض، فأعمالها تثلج الصدر وتسعد القلب، وتجسد العمل التطوعي والخيري النبيل، وتجعل الجميع يشارك في المسؤولية الاجتماعية، وهذه الأعمال تعد ثمرة جهد، وتكاتف الجميع من أهل الخير، والإحسان من مواطنين ورئيس وأعضاء مجلس الإدارة، يتقدمهم الرئيس الفخري للجنة سمو الأمير فبصل بن بندر أمير منطقة الرياض، وسمو نائبه الأمير محمد بن عبدالرحمن.
وزودني الأمين العام للجنة أصدقاء المرضى بالرياض سعادة الاستاذ فهد الصالح مشكورًا بالتقرير السنوي للجنة، الذي يشتمل على الكثير من المساعدات المالية والمعنوية، والأعمال الخيرية، وطريقة مساعدة المرضى المحتاجين، وتوفير الأجهزة الطبية والكراسي المتحركة وأجهزة الأوكسجين وسماعات الأذن والنظارات لهم، وما يحتاجه المريض من أجهزة في منزله وأيضًا تأمين تذاكر السفر للمرضى ومرافقيهم، إضافة إلى توفير السكن، والإعاشة والنقل لهم ولمرافقيهم.
وأكَّد الاستاذ فهد على الشراكة المهمة، والمؤثرة بين اللجنة ووسائل الإعلام، وأصحاب القلم لأنهم من يعكسون نشاط، وتفاعل اللجنة مع المريض، ويؤكدون علاقة التواصل بين الموسرين في المجتمع، والمحتاجين من المرضى، وقال: إن انطلاقة لجان أصدقاء المرضى تجير لمعالي الدكتور عبدالرحمن السويلم عضو مجلس الشورى وهيئة الهلال الأحمر سابقًا في فترة توليه الإدارة العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، وبدعم من الوزير القدير معالي الدكتور غازي القصيبي -رحمه الله-. وقد أثنى الاستاذ فهد على تفاعل المجتمع، وقطاع الأعمال والبنوك، والشركات المالية والعقارية والمؤسسات الخيرية والتجارية، والموسرين من المواطنين، وقال لدى اللجنة الكثير من البرامج وهي كالآتي:
1- برنامج طهور لتقديم المساعدة المالية للمريض المحتاج، 2- وبرنامج معافى لتأمين الأجهزة والمعدات الطبية للمريض المنوم في المستشفى أو المنزل أو في مستشفى النقاهة بمدينة الأمير سلطان-رحمه الله-.
3- برنامج شفاء الذي تزور فيه اللجنة وأعضاء مجلس إدارتها، وبعض رجال وسيدات الأعمال وأعضاء مجلس الشورى والمجلس البلدي المرضى، وتقدم فيه الهدايا في عيدي الفطر والأضحى،
4- برنامج سلتي الرمضانية،
5- برنامج النقل لمرضى الفشل الكلوي من وإلى مراكز الغسيل،
6- برنامج الإيواء المجاني للقادمين من خارج الرياض ومرافقيهم.
7- البرنامج التثقيفي والتوعوي عبر نشرات توزع على المرضى في المستشفيات،
8- برنامج ترفيهي تأهيلي لذوي الاحتياجات الخاصة.
ولقد سررت كثيرًا بما تقدمه لجان أصدقاء المرضى من خدمات جليلة، وعظيمة يحتاجها المريض غير القادر ماليًا، فهذه الجهود والبرامج الجبارة من اللجان في أنحاء بلادنا، التي تم تأسيسها من قبل الغرف التجارية السعودية ويشكرون على مبادراتهم ودعمهم لها، لتحقيق ثقافة المسؤولية الاجتماعية في بلادنا لما لها من بعد إنساني واجتماعي، وتحثنا جميعًا لمساندتها والأخذ بها والاهتمام في تنفيذها لترجمة الأعمال الخيرية وما يحثنا عليه ديننا وإِنسانيتنا.
ونتطلع من رجال وسيدات الأعمال والموسرين من أبناء هذا الوطن المعطاء دعم هذه الأعمال الإنسانية النبيلة ماليًا ومعنويًا، وأن يظهر رموزنا الجوانب الإنسانية، والوطنية لديهم بعيدًا عن الدعاية الإعلامية، ونحن نعلم أن الخيرون كثيرون في بلادنا، لذا نأمل أن تعم وتشمل تبرعاتهم المالية جميع خدمات، ونشاطات اللجان في المملكة، ونؤكد اعتزازنا وتقديرنا واحترامنا لروح التعاون بين أبناء هذا الوطن واللجان، ومد يد العون لهم ليتمكنوا من الاستمرار في أداء رسالتهم النبيلة، ذات البعد الديني، والإنساني العميق، والواجب الوطني المشرف تجاه جميع المرضى شفاهم الله.