سعد بن عبدالقادر القويعي
لم يكن مستغرباً ما كشفت عنه رئاسة أمن الدولة، عن خلايا التجسس لصالح جهات خارجية ضد أمن المملكة، ومصالحها، ومنهجها، ومقدراتها، وسلمها الاجتماعي؛ بهدف إثارة الفتنة، والمساس باللحمة الوطنية، والمرتبطة بجهات خارجية لها تاريخ طويل في التواصل، والإسهام في أنشطة مشبوهة، واستقطاب، وتجنيد الشباب في نشاطات معادية، والتحريض بشكل مباشر، وغير مباشر، كلها تضر بأمن الدولة، وبرموزها، وباللحمة الوطنية؛ الأمر الذي عانت منه السلطات السعودية جراء شبكات التجسس، والخلايا النائمة.
في هذا السياق، فإن التحدي الذي يراه خبراء الاستراتيجية كبير - اليوم -؛ كونه يتمثل في تهديد الأمن السعودي الداخلي، ولمنظومة الأمن الإقليمي؛ مما جعل من الكشف عن شبكات التجسس الإيرانية التي تم تفكيكها حتى الآن، وآليات الاختراق، وكيفية تجنيد العملاء، والمهام الموكلة لهم، - بالإضافة - إلى طرق جمع المعلومات - كلها -، والتي تدار بأساليب مختلفة، وسرية، وبذل مزيد من الجهود؛ للتصدي لزحف جواسيس إيران، وقطع أذرعه، وتحجيم خطره إلى داخل حدود إيران حقا مشروعا، - خصوصا - مع ازدياد قوة، ونفوذ المملكة العربية السعودية في العالم، ووقوف العالم العربي، والإسلامي بجانبها.
في ظل الأحداث المضطربة، والمتغيرات العديدة التي تعج بها المنطقة، فإن دور خلايا التجسس في نشر الفوضى، وعدم الاستقرار في المنطقة، يتمثل في السعي لارتكاب أعمال تخريبية ضد المصالح العامة، والمنشآت الاقتصادية، والحيوية في المملكة، وتفكيك وحدة المجتمع السعودي، وإشاعة الفوضى، وإثارة الفتنة - الطائفية والمذهبية -؛ ولتحقيق هذه الغاية، فإن التنسيق مع عناصر المخابرات الإيرانية لغرض التجسس، والتخابر لصالح خدمة الاستخبارات الإيرانية، وتحقيق أهدافها تتطلبها الغاية التي يسعى إليها؛ من أجل السيطرة على مناطق النفوذ، وتحقيق مصالحها الاستراتيجية، وتمرير مخططها الفارسي التوسعي. وبهذا كانت استراتيجية إيران في زرع خلايا تجسس، وتخريب تابعة لها، والعمل على تكوين بيئة - اجتماعية وسياسية - ملائمة لتوجهات نظام إيران في المنطقة، والترويج لمشروعها الذي تغلفه بغلاف الممانعة، والمقاومة.