خالد الربيعان
كرة القدم ليس لها كبير هذه الحقيقة الهامة يتناساها كثير من الناس، وأقولها هنا بمناسبة التصريح: «السعودية لن تحرز كأس العالم» على لسان مدرب المنتخب بعد التأهل للمونديال، أثناء مناقشته بشأن أهداف المنتخب في المونديال.
وأنا أقول لماذا نبدأ بنفي شيء ما بدلاً من تمني شئ آخر ولو أقل حتى ! لماذا نضع علامات الخطأ أمام بعض الاختيارات قبل وضع علامات الصح أمام أخرى؟.
سأستعرض معكم أمثلة ربما تدهشون منها فريق السنغال في مونديال 2002 بكوريا واليابان كان فريق مغمور جداً، لا أحد عالمياً يعرفه؛ قيمته السوقية لم تتعد 2 مليون يورو وقتها، أول مباراة له أمام فرنسا المرعبة حاملة اللقب وأكثر الفرق قيمة فنية ومالية، هناك لقن الفريق السنغالي خصمه الفرنسي درساً في جماليات الكرة، وفازوا عليهم بهدف ! ودخلوا التاريخ بأجمل «حديث تعريفي عن النفس» إلى الرأي العام العالمي.
لا ننسى أيضاً منتخب كرواتيا في مونديال 98، فاز على جامايكا واليابان وتأهل للدور الثاني ثم فاز على رومانيا في دور الـ 16 وفاز على ألمانيا بثلاثية في دور الثمانية ثم خسر بشق الأنفس بفارق هدف أمام فرنسا صاحبة الأرض ثم فاز ببرونزية المونديال بعد فوزه على المنتخب الهولندي وكانت أول مشاركة لكرواتيا في كأس العالم.
فيجب على المنتخب السعودي وإداراته العمل على خطة من الآن وفوراً، خطة لتسويق السعودية كمنظومة متكاملة اقتصادها وسياستها وثقافتها ورياضتها وعشقها لكرة القدم، كما يحدث في الملعب والشارع السعودي تماماً يجب ان يعرِّف العالم هذا، وأيضاً يجب العمل على خطة للعمل الإعلامي، وخطة لجذب الرعاة، شروط في عقود الرعاية بزيادات مالية ونسب للمنتخب إذا حقق الفوز في كل مباراة، وإذا صعد لأدوار أخرى ! لتكون حافز للمنتخب للأداء وللفوز! جميع المنتخبات تفعل هذا.
كرة القدم ليس لها كبير، في مونديال 2010 كانت المواجهة في دور الثمانية بين المنتخب الأرجنتيني بقيادة المدير الفني: مارادونا ! وبين المنتخب الألماني الذي كان يلعب بمجموعة من الشباب، في المؤتمر الصحفي قبل المباراة جلس مارادونا كمتحدث عن المنتخب الأرجنتيني، ليتفاجأ بجانبه ممثل المنتخب الألماني توماس مولر، النجم الشاب كلكم تعرفونه، كمتحدث عن المنتخب في المؤتمر الذي يسبق المباراة.
قام مارادونا المغرور برفض الجلوس بجانبه في مفاجأة المونديال وقال التصريح الشهير (لن أجلس بجانب صبي جامع للكرات).
في المباراة بعدها قامت ألمانيا بسحق الأرجنتين بأربعة أهداف؛ وأخرجتها من المونديال، وأحرز مولر صاحب الـ20 سنة وقتها هدف من الرباعية.
أخيراً أقول كأس العالم هو المنتهى في عملية كرة القدم! هو أكبر شئ ! ولابد ألاَّ يمر علينا مرور الكرام.
نجوم كأس العالم والمتألقين فيه هم الفائزون بكل شيء، حتى مادياً الرعاة يدفعون للخمسة الكبار نصيب الأسد من أموال الرعايات والشراكات، راعي واحد كان يدفع 75 مليون دولار كل سنة للخمسة الأوائل، بغض النظر عمن هم.
«كرة القدم ليس لها كبير» ولكن يجب أن يؤمن صاحبها بها أولاً.
قصف
صمت الشاب الألماني مولر تماماً في المؤتمر الصحفي.. وعلم ماردونا درساً في الحياة، الرد في الملعب.. انتهت مباراة ألمانيا والأرجنتين برباعية، تألق مولر وأحرز هدف.. بعدها يكون الكلام مناسباً، صرح بعدها «أعتقد أن ماردونا سيتذكرني الآن لبقية حياته.. لا أعتقد أنه يعتقد الآن أنني صبي الكرات».