ماجدة السويِّح
المواقف والبطولات التي سطرها مبتعثو السعودية في إنقاذ ومساعدة المتضررين من إعصار هارفي في تكساس استحقت أن تتصدر الصحف والمواقع الأمريكية إشادة وامتنانا بالمشاركة والتفاعل الإيجابي الإنساني مع مجتمعهم الذين يعيشون فيه.
كما سجل أبناء السعودية مواقف مشرفة خلال إعصار إرما في ولاية فلوريدا، حيث سطر الأطباء السعوديين أروع الأمثلة في المشاركة، وتطبيب المرضى المصابين والمتضررين من جراء الإعصار وتبعاته على جميع المدن.
تويتر خلال فترة الإعصار كان الشاهد والوسيط الفعّال في إدارة الأزمة ، فحسابات النوادي السعودية بالجامعات ، والنوادي الطلابية كانت شاهدا على العديد من الخدمات، و الأعمال التطوعية في إجلاء المتضررين قبل قدوم الإعصار وبعده.
احتل موضوع إجلاء السعوديين من المناطق الخطيرة الصدارة بالمبادرة والاهتمام بجهود شخصية أو جماعية من قبل النوادي والأندية الطلابية، فالعروض لنقل الطلبة والطالبات لمناطق أكثر أمانا سيطرت على اهتمام المتبرعين بجهودهم ووقتهم وأحيانا مالهم .
شكلت غرفة العمليات «تويتر» لإدارة الأزمة أداة فعالة للرصد والتنسيق بين المتواجدين في المناطق المتضررة، والطلبة والعائلات المتطوعة لاستقبال المتضررين من الإعصار، فكم شهدنا من مواقف بطولية لمبتعثينا كللت بالنجاح في مساعدة المحتاجين للنقل والسفر برا، فهذا مبتعث تطوع باستئجارسيارة «فان»، وعرض خدماته على المنقطعين، ممن لم يجدوا من يقلهم ويسافر بهم لمناطق آمنة، وهذه مبتعثة سخرت حسابها في دعوة الفتيات الوحيدات للإقامة في منزلها ، وتلك عائلة عرضت الاستضافة لمن غادر الولاية المنكوبة، كل هذه المواقف والمبادرات تمت بجهود فرديّة.
وظل المسؤول بعيدا عن الحدث، رغم تصريحات المتحدث الإعلامي لوزارة التعليم عن التنسيق والعمل مع الأندية والمنظمات الطلابية، في مساعدة الطلاب النازحين من مناطق الإعصار، لكن الواقع شهد تذمر العديد من المبتعثين والمبتعثات لعدم الرد، والاستجابة لنداءات المتضررين على الأرقام المخصصة للطوارئ، وتجاهل طلبات البعض بشأن تأمين السكن لمتضرري فلوريدا بعد طلب السلطات المحلية من السكان إخلاء مساكنهم، تحسبا للأضرار الجسيمة مع تزايد قوة الإعصار ، كما يعاب على المسؤولين في هذه الأزمة عدم الوضوح والتنسيق للتواصل مع المبتعثين بشكل رسمي لا لَبْس فيه عن طريق بوابة الطلبة «سفير» وإرسال التعليمات، وطريقة طلب التعويضات للنازحين، بدلا من التداول الشخصي للنماذج عبر الواتس اب أو أي وسيلة أخرى ، والإعلان عن موعد تقديم المكافأة لمساعدة الطلبة على مواجهة آثار الإعصار، ليعلم الجميع بالمستجدات في حينها.
فلا يخفى على المسؤولين أن الطالب في أمريكا يعاني من قلة المكافأة، لذا جاء أمر السلطات الأمريكية بإخلاء البيوت والسفر لمكان آمن مرهقا جسديا وماديا ، خصوصا مع نهاية الشهر والمكافأة التي أوشكت على الانتهاء، فالتعويض، الذي يتم لاحقا بعد تقديم الفواتير للملحقية الثقافية قد لا يناسب البعض ، ممن لا يملك تكلفة السفر جوا أو برا، بالإضافة لتكاليف الإقامة بأحد الفنادق إلى أن تزول العاصفة .
لذا كان الأحرى التنسيق مبكرا لإدارة هذه الكارثة الطبيعية ، والتقليل من آثارها على المبتعثين من خلال التكفل بإجلاء الطلبة السعوديين أسوة بسفارة كل من دولة الإمارات والكويت في إجلاء مواطنيها برا وجوا قبل قدوم الإعصار ، وهو ما كان ينتظره المبتعثون السعوديون من المسؤولين ، فما الذي يمنع من تخصيص حافلات لاستقبال الطلبة والطالبات لإجلائهم، وتقديم يد المساعدة لهم، وتوفير السكن للمتضررين.
باختصار إعصار إرما كشف قصور المسؤول في إدارة الأزمة، وسجل أروع المواقف البطولية لأبنائنا المبتعثين.