فهد بن جليد
النجاح الذي كشفت عنه رئاسة أمن الدولة في إحباط محاولتين فاشلتين لتفجير مقرين لوزارة الدفاع بالرياض، وضبط خلية استخباراتية تعمل ضد أمن ومصالح المملكة، هو عمل بطولي يعكس الكفاءة العالية لرجل الأمن السعودي، كحلقة تأتي ضمن سلسلة إنجازات أمنية مُتقدمة مُستمرة ومُتتالية تعوَّدنا عليها من أجهزتنا الأمنية، عنوانها دائماً الضربات الاستباقية الوقائية، كأكثر النماذج العالمية نجاحاً في مكافحة الإرهاب، لوأد المُخططات الإجرامية في مهدها، وقبل وقوعها، ولا تنجح في هذا الاختبار عادة إلا تلك الأجهزة الأمنية المُتقدمة والمُتطورة ذات الخبرة والدراية والاحترافية العالية، وهو ما ميَّز الأمن السعودي في معركته ضد الإرهاب على الصعيد العالمي .
المجتمع السعودي من خلال ردود الفعل التي أعقبت الإعلان ثمّن عالياً, وباهتمام وإعجاب واضحين، وتأييد كبير, وتفاؤل وثقة، أولى الخطوات والثمار العملية لرئاسة أمن الدولة كجهاز يعمل على مكافحة الإرهاب أمنياً واستخباراتياً - ورجال أمن الدولة - يستحقون هذه الإشادة مع بقية الأجهزة الأمنية الأخرى، لدورهم في إحباط هذا المُخطط الإجرامي الانتحاري قبل وقوعه ببسالة وشجاعة واحترافية رجل الأمن السعودي، وهو ما يضعنا على أعتاب عهد جديد في معركتنا ضد الإرهاب أكثر صرامة، وصلابة، وتفوقاً، ونجاحاً، وتكاملاً، بفضل ما تتمتع به رئاسة أمن الدولة ورجالها من كفاءة وخبرة وقدرة عالية في مواجهة الإرهاب ومُحاربته، بأحدث الطرق، وأكثرها فعالية في الحد من خطره، ما يؤكد مُجدداً بعد نظر وحكمة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - عندما أمر بتشكيل هذه المؤسسة الأمنية في يوليو الماضي، وإسناد مهام مُكافحة الإرهاب أمنياً واستخباراتياً إليها.
هذه العملية الأمنية النوعية تميَّزت بالاحترافية والسرية في التنفيذ، بعيداً عن أعين وكاميرات هواتف المُتطفلين، والتسريبات التي تشهدها مواقع التواصل الاجتماعي عند مثل هذه المواجهات عادة، مما يدل على القدرة الفائقة والاحترافية التي عمل بها رجال أمننا الأبطال في تنفيذ هذه المهام، التي تمثلت أيضاً في رصد أنشطة استخباراتية لمجموعة من الأشخاص لصالح جهات خارجية ضد أمن المملكة ومصالحها ومنهجها ومقدراتها وسلمها الاجتماعي، بهدف إثارة الفتنة والمساس باللحمة الوطنية، والقبض عليهم بشكل مُتزامن.
لجوء تنظيم داعش الإرهابي إلى تجنيد مُقيمين لتنفيذ العملية الانتحارية التي تم إحباطها، يؤكد جلياً إفلاسه والصعوبة التي يواجهها في تجنيد السعوديين، وهو مؤشر يدل على زيادة الوعي بين الشباب السعودي، مع تكشف حقائق هذا التنظيم الإرهابي أكثر يوماً بعد آخر.
وعلى دروب الخير نلتقي.